فهذا البيت الذي يقع خارج قصر الإمارة يمثل محلا لاجتماع الشيعة للقيام بالعبادات والصلاة (١) ، ويحتمل بأن ذهاب رشيد الهجري «الشيعي المتطرف» إلى هذا البيت كان للعبادة وذكر الله «في حضور علي حسب رواية الشعبي».
أما بيت المال فقد كان داخل القصر ، وكان يوجد بالكوفة سجنان ، وقد رأينا بأن السجن القديم كان في غرب المدينة «قرب الكناسة».
__________________
له كوخا في جانب الميدان فانتقل إليه ، فبذلك سمي هذا الميدان برحبة علي ، أما هذا البناء الذي نراه ويؤمه الزوار المسمى ببيت علي ليس إلا أثر شيد في موضع مسكن أمير المؤمنين عليهالسلام. وبهذه المناسبة نذكر ما أورد نصر بن مزاحم المنقري في كتاب صفين ص ٣ قال : عمر بن سعد بن أبي الصيد الأسدي عن الحارث بن حضيرة عن عبد الله بن أبي الكنود وغيره قالوا : لما قدم علي بن أبي طالب عليهالسلام من البصرة إلى الكوفة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من رجب سنة ٣٧ ، وقد أعزه الله ونصره وأظهره على عدوه ، ومعه أشراف أهل البصرة ، استقبله أهل الكوفة وفيهم قرّاؤهم وأشرافهم ، فدعوا له بالبركة وقالوا : يا أمير المؤمنين أين تنزل؟ أتنزل القصر؟ فقال : لا ولكني أنزل الرحبة فنزل وأقبل حتى دخل المسجد الأعظم فصلى ركعتين ثم خطب الناس الخ. وذكر نصر أيضا في ص (٥) من نفس الكتاب : قال نصر عن أبي عبد الله سفيان بن عمر عن سعيد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة أن عليا عليهالسلام لما دخل الكوفة قيل له أي القصرين ننزلك؟ قال : قصر الخبال لا تنزلونيه ، فنزل على جعدة بن هبيرة (ابن أخته). وأيضا في ص (٥) : قال نصر عن الغيض بن محمد عن عون بن عبد الله بن عتبة قال : لما قدم علي عليهالسلام الكوفة نزل على باب المسجد فدخل وصلى ثم تحول فجلس إليه الناس فسأل عن رجل من أصحابه كان ينزل الكوفة فقال قائل : استأثر الله به ، فقال : إن الله لا يستأثر بأحد من خلقه ، إنما أراد الله بالموت إعزاز نفسه وإذلال خلقه وقرأ(وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) [البقرة : ٢٨] قال : فلما لحق الثقل قالوا : أي القصرين تنزل؟ فقال عليهالسلام قصر الخبال لا تنزلونيه.
(١) الذهبي في كتابه الاعتدال ج ١ ، ص ٣٢٩ ، وهو الباب الثاني حسب معتقد النصيرية.