عنها جبريل عليهالسلام ، فقال : أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنّيل والفرات.
وفي الحديث أيضا أن النّيل والفرات وسيحان وجيحان (١٠٨) كل من أنهار الجنة. ومجرى النّيل من الجنوب إلى الشمال خلافا لجميع الأنهار. ومن عجائبه أن ابتداء زيادته في شدة الحر عند نقص الأنهار وجفوفها ، وابتداء نقصه حين زيادة الأنهر وفيضها ، ونهر السند مثله في ذلك ، وسيأتي ذكره.
وأول ابتداء زيادته في حزيران ، وهو يونيه (١٠٩) فإذا بلغت زيادته ستة عشر ذراعا تم خراج السلطان ، فإن زاد ذراعا كان الخصب في العام ، والصلاح التام ، فإن بلغ ثمانية عشر ذراعا أضر بالضياع وأعقب الوباء ، وان نقص ذراعا عن ستة عشر نقص خراج السلطان ، وإن نقص ذراعين استسقى الناس وكان الضرر الشديد.
والنيل أحد أنهار الدنيا الخمسة الكبار : وهي النيل والفرات ودجلة وسيحون وجيجون ، وتماثلها أنهار خمسة أيضا : نهر السند ويسمى بنج آب (١١٠) ، ونهر الهند ، ويسمى الكنك ، واليه تحج الهنود وإذا حرّقوا أمواتهم رموا برمادهم فيه ، ويقولون هو من الجنة ، ونهر الجون بالهند أيضا ، ونهر إتل بصحراء قفجق ، وعلى ساحله مدينة السّرا ، ونهر السرو (١١١) وبأرض الخطا ، وعلى ضفته مدينة خان بالق ، ومنها ينحدر إلى مدينة الخنسا ، ثم إلى مدينة الزيتون بأرض الصين(١١٢)وسيذكر ذلك كله في مواضعه ان شاء الله.
__________________
(١٠٨) سيحان وجيحان : نهران يوجدان في آسيا الصغرى : ساروس (Sarrus) وبيراموس (Pyramus) ، وقد التبس فيما يبدو ، على ابن بطوطة (الذي لم يكن الأول الذي تعرض لهذا الالتباس) ، التبس عليه سيحون (Jaxartes SYR DARYA) وجيحون (OXUS AMUS DARYA) الموجودين في آسيا الوسطى ، واللذين ، حسب ما يروى في الاثر ، هما اثنان من أنهار أربعة تتوفر عليها الجنة. والباقيان : النيل والفرات GIBB.T.٢ P.٩٤ Note ٢٥١ ـ P
(١٠٩) كان هذا إلى غاية سنة ١٩٦٦ ـ ١٣٨٦ ه تاريخ تشغيل السد العالي في أسوان.
(١١٠) بنج آب : معناه الأنهار الخمسة وسيأتي الحديث عنها مفصلا ...
(١١١) يقطد بالكنك نهر (Le Gange) كما يقصد بنهر الجون نهر (La Jumuna) ويقصد بنهر إتل (ETEL) نهر (La VOLGA) ، أما بالنسبة لصحراء قفجق ومدينة السرا العاصمة ، ونهر سرو فسياتي الحديث عنها في السفر الثاني.
(١١٢) يعقب الناشران D.S. على هذه الفقرة بأنها تحتوي على هفوات ظاهرة وسيأتي الحديث عن الموضوع في السفر الثاني ...