وعند الكوة الخامسة من الجهة الجنوبية الغربية وجدنا بقايا طلل يستند إلى السور كأنه بقايا دعامة أو نتوء ربما كان مرقاة ، أما الناحية الشمالية من الأطلال فكانت خربة تماما. وقد بنيت دور عديدة في (شهربان) وغيرها من الأنقاض التي نقلت من (زندان).
وكانت الصحراء من الجهة الغربية تظهر مرتفعة على طول الجبهة إلى مسافات قليلة. كان فيها آثار مبان أخرى ، لأن سطح الأرض كان مغطى بكسر الطابوق.
إن هذه البناية العجيبة مشيدة بالطابوق و «المونة» الجيدة ، وعلى جانب عظيم من المتانة ، ولم أعثر على أية كتابة في الطابوق الذي شاهدته كما أنني لم أجد هناك لبنا غير مفخور أو طينا أو قصبا. وفي عدد من الأماكن وجدنا تجاويف عديدة أصبحت الآن مملوءة بالتراب والأنقاض ومن غريب ما عثرنا عليه في هذه الأطلال قطعة نقد صينية من نحاس.
على أن هناك أمورا أخرى تتعلق بما اكتشفته اليوم سأحتفظ بها حتى نتلاقى لأنني لم أباشر بعد الأرصاد الفلكية في هذا المكان.
سنرحل غدا عند مطلع الشمس إلى (قزيل رباط) وهي على مرحلة هينة. ولقد عزمت على إرسال هذا الكتاب صحبة البغالة العائدين ، لأنني سأعيد من هنا كافة البغال الرديئة محتفظا بالجيدة منها ، وسوف أتزود بما أحتاجه منها من القرية.
إن رسول الحاكم قد خرج الآن من زيارتي وعرض عليّ أن يضطلع بمهمة إرسال هذا الكتاب. ولكم تمنيت أن أتلقى هنا أخبارا منك ، لأنني عازم على أن أضرب في طول هذه الأماكن وعرضها ، وسوف لا يتاح لي أن أتسلم كتابا منك قبل وصولي إلى ضواحي بغداد. ولقد استعلمت توّا عن وجود طريق أخرى أغلب ظني أنني سأتبعها ، لأنها ستمر بي خلال