تنتشر فيه بعض الأكواخ العائدة إلى كرد (سوره مه ني) (١) الذين يفدون إلى هنا في هذا الموسم لزراعة التبغ. وقد كانت قبائل (الخزرج) (٢) و (بني ربيعة) و (بني ويس) العربية تقيم هنا قديما للزراعة ، لكنها قد تفرقت في الأيام الأخيرة.
ولقد سألنا مسافرا صادفناه عن بعد (قزيل رباط) عن ديالى ، فأعجبني جوابه «بر جوبوق ايجمه» أي «أمد وقت يستغرقه تدخين غليون» (٣).
وكان مسيرنا في طريق سبخة موحلة ، ولكن وجدنا زرعا كثيرا على كلا جانبيها.
وكانت سلسلة تلال أخرى ظاهرة وراء (قزيل رباط) موازية لتلك التي غادرناها توّا ، تلك هي تلال (خانقين) التي تبدأ عند كركوك وتتجه نحو (لورستان).
وعندما كنا نقترب من (قزيل رباط) التي بلغناها وقت الظهيرة شاهدت تلالا صغيرة من الأنقاض على يسارنا وهي لا تستحق الذكر. وهناك طنف اصطناعي في قرية (بارادان) ذو مظهر غريب. وعند مغرب الشمس خرجت إلى شرفة الدار التي حللنا بها ، ومنها استطعت رؤية نهر ديالى الذي يبعد عنا زهاء الميلين.
وبفضل مساعي محمود جاووش (٤) علمت بوجود بعض الأطلال
__________________
(١) جاءت في الأصل (سوره مه ني) غلطا من (سوره ميري) أي طائفة الرجل الأحمر ـ المترجم.
(٢) الخزرج ، قبيلة قديمة كانت سيدة (المدينة) عند هجرة (محمد) إليها وكان (أبو أصيبعة) ينتمي إليها. وقبيلة ربيعة ، التي كان لها الحول في البلاد العربية ما هي الآن إلا عشيرة لا يعتد بها. وإن عرب (عنزة) ينحدرون من هذا الأصل.
(٣) ويعبر العوام في يومنا هذا عن ذلك ب «شربة جكاره» ـ المترجم.
(٤) أحد خدم المستر ريج ـ الناشرة.