وفي التاسعة بلغنا (يه ني جه ري ته به ـ تل الينكشاري) الذي يعد منتصف الطريق بين (قزيل رباط) و (خانقين) وقد أخذ طريقنا يتلوى بين التلال ، وبعد أن اجتزنا سلسلة ثانية منها شرعنا ننحدر انحدارا تدريجيّا باتجاه خانقين ، وكانت التلال التي مررنا بها أعلى بقليل من تلك التي اجتزناها نهار الأمس ، وكلها حصوية ترابية ، وكانت الصخور الرملية تظهر هنا وهناك بطبقات مائلة نحو وسط التلال.
وسهل خانقين معشوشب جميل ، تقاطعه في الأنحاء بعض خطوط التلال ، والأرض مملوءة بالحجارة. وكانت الحبوب الهندية والتبوغ مزروعة فيها. وفي أعالي (ألوان) (١) يزرع الرز أيضا الأمر الذي يجعل الجو في موسم الخريف مزعجا جدّا. وقد قيل لي بأن كمية الغلة الاعتيادية في هذه الأراضي تبلغ عشرة أضعاف البذور. وقد وجدنا عشائر كردية منتشرة في كل مكان من هذا السهل المعشوشب لترعى مواشيها.
توقفنا في السهل نصف ساعة أوفدت خلالها مأمور منازلنا (قوناقجي) وكانت الجبال تمتد إلى يميننا وهي تشرف على إقليم (كيلان) ـ الكاف فارسية ـ وأمامنا جبال إيران ظاهرة وراء زهاو الكردية. وبعد أن اجتزنا ربوة صغيرة انحدرنا إلى البلدة الصغيرة أو قرية (خانقين) فبلغناها في الثانية عشرة والربع ، حيث وجدنا خانا أنيقا من بناء الفرس ، لكننا بدلا من الوقوف هنا عبرنا نهر (الوند) وهو جدول جبلي سريع يجري من الجنوب إلى الشمال ويصب في ديالى على بعد قليل من (قزيل رباط) فوق قنطرة جميلة ذات ثلاثة عشر قوسا بناها محمد علي مرزا (٢) ، واتخذنا مقرنا في (حاجي قه ره) على الضفة المقابلة.
__________________
(١) يقصد نهر (الوند) ـ حلوان ـ المترجم.
(٢) هو الابن الأكبر لشاه إيران وحاكم كرمنشاه. وقد كلف بناء القنطرة ٠٠٠ ، ٢٠٠ قرش. وكان في هذا المكان جسران آخران جرفتهما المياه.