وفي ثالث ربيع الآخرة خرج العسكر المنصور صحبة كافل حلب إلى جهة العمق ولما كان ثاني جمادى الأولى ورد الخبر من الأبواب الشريفة باستقرار الأشرف برسباي عوض الصالح ، ودقت البشائر ، وزينت المدن سبعة أيام ، واستقر سودون (بن) (١) عبد الرحمن (٢) دوادار وقصروه أمير آخور. واستمر الحصار لعسكر حلب على قلعة بهسنا ونازلوها إلى سلخ شعبان فحضر نائب حماة جار قطلوبغا بعساكر حماة ونزل على القلعة وفي عشرين رمضان حضر نائب حلب وأقام بها يومين وثالث يوم بلغه الخبر أنه عند عودته إلى حلب جهز ربيب قصروه المذكور وطلب الأمان من جارقطلو نائب حماة فآمنه ونزل إليه فلما بلغه ذلك خرج من حلب ، وتوجه إلى بهسنا وأحضروا المذكور إلى حلب وأودع سجن القلعة وهو يقيم بها إلى سلخ جمادى الأولى سنة سبع وعشرين ثم برزت المراسيم الشريفة في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين بقتله فقتل. واستقر المشار إليه في كفالة حلب. واستقر في نيابة بهسنا جربغا.
وكان في ربيع الآخر سنة ست وعشرين حضر الناصري محمد بن منجك وعلى يده مرسوم شريف بطلبه إلى الأبواب الشريفة. فتوجه صحبته في جماعة يسيرة فرضي عليه السلطان ورسم له بالعود إلى كفالة حلب ، فعاد إليها في آخر جمادى الآخرة واستمر إلى عاشر رمضان بها فتوفى قاني باك كافل الشام فولى البجاسي كفالته بالشام وتوجه إليها وأرسلوا معه من حلب القاضي شهاب الدين بن زين الدين الموقع ليوصله إلى معاملته على عادتهم في ذلك فوصل إلى الشام وأحسن إليه وأعطاه مائة فلورى (٣) وخلعه وأمر جماعته أن يخلعوا عليه.
__________________
(١) إضافة المحققين عن مصادر التحقيق.
(٢) سودون بن عبد الرحمن الظاهري برقوق : كان من خواصه ثم ترقى في عهدابنه إلى نيابة غزة ثم طرابلس في عهد الشيخ. ثم خرج عن الطاعة بعدها عيّنه برسباي دوادار ثم نيابة الشام عام ٨٢٧ ه. توفي عام ٨٤١ ه. كان جليلا شجاعا سيوسا (البدر الطالع : ٣ / ٢٧٥).
(٣) انظر تعريفها في الفصل الأول.