[تولية الأمير جار قطلو عام ٨٢٦ ه].
واستقر في كفالة حلب جار قطلو با (١) كذا كان يكتبه في علامته بالراء وشيخنا المذيل سماه جان ـ بالنون ـ فوصل إلى حلب في أول يوم أو ثاني يوم من شوال سنة ست وعشرين. وكان شهما مع جنون.
واستقر في كفالة حماة عوض جلبان المؤيدي أمير آخور. ولما كان نهار الأربعاء تاسع صفر سنة سبع وعشرين برزت المراسيم الشريفة إلى برسباي الحاجب بالشام وإلى نائب القلعة بها وسائر الأمراء بإمساك البجاسي المذكور فكبسوه بدار السعادة فركب عليهم وكسرهم ومسك بعض الأمراء وانسحب الحاجب وأقام بدار العدل بدمشق أربعة أيام فبلغه أن عساكر مصر واصلة صحبة سودون عبد الرحمن (٢) الدوادار المستقر في كفالة الشام عوضه وصحبته مقبل نائب صفد ونائب عزة ونائب القدس ومن انضم إليهم فلما بلغ ذلك البجاسي خرج من دمشق وتوجه لمقابلتهم فوجدهم على الجسر المعروف بجسر يعقوب من ذلك الجانب فنزل من الجانب الشمالي والعساكر من الجهة القبلية ، ولما كان نهار الثلاثاء خامس عشر صفر حضر سودون عبد الرحمن ومن معه من العساكر ، ودخل دمشق فلما بلغ ذلك البجاسي رجع إليهم ودخل نهار الأربعاء سادس عشر الشهر المذكور فاجتمعت عند باب القلعة فرفس البجاسي وأراد أن يدخل وعدى باب الجابية إلى عند جامع مرجان الطواشي فلما رآه العسكر رفسوا عليه والمكان ضيق فتفرق عنه جماعته وأدار فرسه
__________________
(١) سماه السخاوي : جار قطلي وقال : وهو على ألسن العامة بالشين المعجمة بدل الجيم سيف الدين الأشرفي. ومن عتقاء الظاهر برقوق نائب دمشق. ولي نيابة حماة. ثم حلب عام ٨٢٦ ه. ثم الشام بعد سودون بن عبد الرحمن عام ٣٥ إلى أن توفي عام ٨٣٧. كان شهما منصفا محبا للخير. (البدر الطالع : ٣ / ٥١)
(٢) في الضوء اللامع سودون بن عبد الرحمن لكن صاحب الكنوز عاد وكررها كما نرى.