ليرجع فتقنطر وسقط عن الفرس فلحقوه ، وضربوه بسيف ورمح وحملوه إلى قلعة الشام. وانكسر عسكره ونهبوا ما معهم. واستقر جار قطلو في كفالة حلب إلى جمادى الأولى سنة ثلاثين. وهو الذي كتب إلى أهل عين تاب وخرج من حلب وحده من باب النيرب لئلا يشعر به أنه خرج إلى عين تاب وتبعه شهاب الدين كاتب السروما زال راكبا ، وأرسل شخصا من الطريق بين يديه وقال له : من وجدته في الطريق فأمسكه فسار فإذا هو براكب فأمسكه فإذا هو نذير إلى عين تاب يعلمه بأن الكافل واصل فوصل الكافل إلى عين تاب بكرة النهار فإذا هو بعلي باك قد سكر تلك الليلة ، وبات عند قينة وهو نائم فأرسل إليه فأيقظه وأخبره بوصول الكافل فنزل ومنديله في عنقه فأمسكه وجاء به إلى حلب ثم ادعى عليه بأنه قتل ابن عمّه وفي غضون الدعوى سل علي باك سيف محمد الحاجب بحلب وهو الذي كان ماسكا بجنزيره ليقتل غريمه فجذبه الحاجب بجنزيره فوقع إلى الأرض فضربه المدعى فقتله ثم إنه غسّل ، وكفن ودفن بالجبل إلى جانب السور. انتهى.
[تولية حلب للأمير قصروه عام ٨٣٠ ه].
ثم وليها قصروه (١) ـ نائب طرابلس ـ وكان لين الجانب محبا للعلماء يحضر معهم المدارس وحضر مع شيخنا المذيل دروسه بمدارسه ودرس شيخنا درسا حافلا بالعصرونية والرواحية. أما درس الرواحية فكان في الصلاة الوسطى فذكر فيها أقوالا عديدة وأفاد فوائد جمة وظهر فيه عن علم كبير. انتهى.
__________________
(١) قصروبن تمراز الظاهري برقوق تنقل في المناصب حيث كان نائبا لطرابلس فحلب عام ٨٣٠ ه ثم دمشق بعد جارقطلو واستمر بها إلى عام ٨٣٩ حيث توفي. كان صاحب دهاء ومكر وحشمة ووقار.
(الضوء اللامع : ٦ / ٢٢٢).