الكرمليين (١) وطلب منهم اصلاح ساعته ، لأنه كان يخشى فقدان رأسه إن عاد سيده ولم يره الساعة. وقد كنت مقيما في دار الكرمليين. فهؤلاء لما لم يعرفوا سبيل اصلاحها ، طلبوا مني إبداء مهارتي في ذلك. فتناولت الساعة ووضعت لها لولبا جديدا ، فصلح حالها. ولما رأى السفير ما أنا عليه ، بالرغم من أن ما صنعته كان شيئا تافها ، عرض علي ما لا يمكن وصفه من الخدمة وحسن الالتفات. وعلى ذلك فإن الرهبان الكرمليين والأغسطينيين ، رجوا مني أن أطلب من السفير ، نيابة عنهم ، أن يستحصل لهم من السلطان كتاب أمان يضمن لهم فيه ، سلامة بيوتهم وكنائسهم في حالة استيلائه على البصرة. فقمت بذلك ، ونلت بوساطته الأمان التام من الوزير الأول. ولكن الرهبان لم يحتاجوا إليه ، لأن الترك لم يقوموا بأية محاولة لأخذ البصرة ، لسماعهم أن الفرس قادمون إليها ، هذا إلى أن موسم الأمطار كان على وشك الحلول ، مما لا يتيح لجيش ما البقاء في ساحات القتال. ولو أن بغداد ذاتها صمدت ثمانية أيام أخرى ، لاضطر السلطان إلى رفع الحصار والجلاء عنها.
وبما أنني تطرقت إلى ذكر الجياد العربية ، علي أن أقول إن منها ما هو غال بل غال جدا. فقد دفع سفير المغول للواحد منها ٣٠٠٠ و ٤٠٠٠ و ٦٠٠٠ كراون ولغيرها دفع ٨٠٠٠ كراون. ولكن الحصان لم يكن ليباع بأقل من عشرة آلاف. ولهذا عدل عن شرائه. فلما آب إلى وطنه في بلاد الهند ، وقدّم لعظيم المغول تلك الخيول التي حملها معه ، وكانت جيادا جميلة جدا ، أخبر سيده كيف أنه دفع ٨٠٠٠ كراون عن حصان أجمل من أي واحد أتى به ، بيد أن
__________________
(١) للرهبان الكرمليين في البصرة تاريخ طويل تجد تفاصيله في كتاب :
sir h. collancz : chronicle of events between the years ٣٢٦١ and ٣٣٧١
.
relating to settlement of the order of carmelites in mesopotamia) bassora (
. (oxford : ٧٢٩١ : xxlll G ٩٦٦ p
وكان أول قدومهم إليها في سنة ١٦٢٣ يتقدمهم باسيليوس البرتغالي ، فسعوا في هداية الصابئة. راجع : الآثار الخطية للأب أنطون رباط (ص ٣٨٨ ـ ٣٩٠ و ٤٣٦ ـ ٤٤٩) ، وذخيرة الأذهان لنصري (٢ : ١٩٥). وما زال الكرمليون في البصرة إلى هذا اليوم.