أو مأت إليّ بأن أتراجع. وقد رأيت هناك أيضا مهرا من صنف غريب دفع عليه باشا دمشق ثلاثة آلاف كراون.
وبوصولنا إلى الطيبة ، لم ندخلها ، بل نزلنا خارجها تحت سور ، ولم يدخلها غير أعرابينا ليجلب التبن لجمالنا. وجاء اليه حاكم المدينة وطلب عشرين قرشا عن كل منا ، وهي ضريبة قال إنها يجب أن تدفع له. ولما كنا نعلم أن الرسم لا يتعدى أربعة قروش ، رفضنا دفع غيرها. ولكن الأعرابي الذي دبر حيلة على الأسباني ، غمزني بعينه ألا أضطرب. ثم عاد الحاكم إلى البلدة ورجع إلينا ثانية ومعه سلسلة حديد ، وأكد لنا أنه سيأخذ الأسباني إلى القلعة مكبلا ، ما لم يدفع العشرين قرشا. أما أنا ، فقد طلب إلي دفع أربعة قروش حسب المعتاد.
وعند اقترابنا من حلب ، كان أول ما يجاور البادية ، الأعراب والبدو ، وثاني هذه البيوت كان دار صديق لدليلنا ، فسلمت حصاني إلى الدليل الذي ابتاعه مني بإلحاحه الشديد ثم إني كنت قد قررت أن أذهب ماشيا إلى حلب تخلصا من دفع الكمرك على رزمة فيروز كانت عندي ، وضعتها في أكياس كانت خلف حصاني ، ورميت الأكياس الصغيرة في حقيبة كأنها أشياء لا خطر عليها. وطلبت من صاحب البيت أن يحفظها يوما أو يومين. فقال لي الأعرابي إنها حتى إن كانت كلها ذهبا فلا خوف عليها. وفي الواقع ، لما بعثت بطلبها بعد يوم أو يومين لم أر واحدة مفقودة.
(ملاحظة : بهذا ينتهي حديث تافرنييه في رحلته العراقية)