التالي كان غطائي مثلجا والزرع كان متجمدا ولا يذوب عنه الثلج طيلة اليوم.
كان المتبقي من شاة الأمس ، الرأس والأرجل فقط ، وحتى الأحشاء لم ترمى. قبل أن نترك الخيمة بقليل رأينا قطيعان من المواشي ، والماعز حوالي ستمائة ، وقد مروا من أمامنا بحثا عن الطعام. إنني قد ذكرت هنا أن السكان عند ما يقومون بشراء المواشي أساسا ينظرون إلى قوة الشاة بالنسبة للعلف الذي معهم. إذ شاهد الشاري قطعان من المواشي تأكل في مكان به قليل من العشب فإنه سيلاحظ بأن هذه الحشائش قليلة. وآخرون يطعمون مواشيهم في الفضاء وهم في تشوق لأن يروا في الرقعة المكشوفة عشب للمواشي.
الآن قد تفاجأ أن قافلة (اللاشاريين) قد بدّلوا مكان إقامتهم. فقد كانت القافلة تتكون من حمير ورجال ونساء كثيرات ، ولكنهم منتشرون على خط حوالي خمسة أميال. أول من قابلناهم اثنين من النساء يرتديان ملابس رجال بالية من البفتة أمامهم حمارا وحيدا لا يقوى على المشي بسبب الرملة التي على ظهره. وبعد ذلك حمارا آخر محمّلا بخشب الخيام وأواني الطبخ وبعض من الرجال وهكذا حتى بلغنا آخر القافلة.
إن الثعالب في هذا المكان كثيرة وقد رأينا ما لا يقل عن ثمانية. بعد ذلك مررنا على (ماري) المكان الذي جمع فيه «كولي» كمية من التمر وسار سريعا حتى (ماسكوتان) وهنا كان «كولي» مسرورا مع مجموعة دولاراته. لقد خيمنا على بعد خمسة أميال من (بنوج) وكان الرجال ساخطون للغاية بسبب الخمس أميال الباقية ، ولكنه من الواضح أنه ستكون هناك عاصفة ثلجية ربما أحتاج إلى طعامهم الخفيف لم يخففوا غضبهم كالعادة كانوا ينذروني بأنني لن أسوق الجمال غدا إلى (بنوج) وهذا يعني أنه عليّ أن أسير المسافة المتبقية أربعة أو ثلاثة أميال إلى