التفوا حول النار ليأخذ كل منهم حصته من اللحم الغير مطهي وبعضهم يقرض العظم بعنف بقوة محمومة وفظيعة.
وبعد مدة أخذ اثنان منهم يأكلان كل ما تبقى منا بعد أن فرغنا من طعامنا. أما نصيبي من الكبد فقد قمت بشيه مع قطعة من دهن الذيل. وكان «جلال» تقريبا بدون أسنان ، ولكن الشيء الذي كتبته مسبقا بخصوص تمثيل «كولي» الممتاز ، والفكرة الغير واضحة عن المخطط ، التي قررتها من الغول «عبد الله» و «بارجا». لقد وقع «عبد الله» للمرة الثانية من على ظهر جمله مما أعاق ذهابه إلى البئر لجلب الماء على بعد ميل من هنا. حقا إنه كان خائفا هذه المرة وإنه قد قرر أن يكتم شعوره في هذا العشاء الفخم.
إن (اللاشار) قوم نحيلون ولكنهم أقوياء كل منهم كان يرتدي «خنجر» من جانب واحد من حزامه ومجموعة أدوات من الجانب الآخر.
عند ما سألنا من رئيس (اللاشاريين) أجابوا بأن هناك عدة رؤساء ولكن الأفضل هو «الأمير هوتي» حاكم (بيف) (١) مسافة يومين نحو الجنوب الشرقي. لقد قالوا أنهم دائما يصلون إلى (شابهار) على الساحل أحد الرجال باع لي بدلة ثمنها ستة كران كان لتوه قد أكملها. نسيجها من الصنف الرديء الخشن وبدون أزرار على الأكمام وشكلها غير مناسب. هؤلاء الرجال قد أوقفوا بعض الجمال التي يمكنها أن تأكل أي نوع من العلف ، ولديهم أيضا حمير صغيرة ، وأغنام ومواشي. إنهم دائما يأخذون هذه الحيوانات معهم ربما يجدوا قش يابس ويحملون معهم القطع الصغيرة من القماش ويثبتونها على العصى ويستعملونها كخيم. في صباح اليوم
__________________
(١) بيف : في لاشار ، وهي قاعدة للاشاريين ومشهورة تاريخيا في أشعار الأمير «جمعة بن دغار» عند غزوه لها في القرن السابع عشر.