كان سائقوا الجمال في اليوم التالي سعداء للسفر مبكرا ، وقد قاموا بشراء سجاد ، وأحذية ، وجميع الأشياء اللازمة التجارة ، وقد وجدوا أن الأحذية هي الشيء الوحيد الذي يمكن العثور عليه. لقد قررنا أيضا أن نذبح شاة لدى وصولنا ، ولكن الماشية هنا غالية الثمن فقررنا أن نؤجل الأضحية. في صباح يوم ٢٨ سرت مسافة من القلعة لرسمها وكان بصحبتي «جلال». وفي طريق عودتي إلى (بيد) كان «الخان» مشغولا بالنظر إلى محفظة الأوراق الخاصة بي ، يبحث عن خرائط للأرض. وبعد وداع ودي اتجهنا إلى الغرب وجلسنا بين حزام الأشجار في (كاسيماباد). إن مرشدنا «دومو» رفض أن يأخذ البقشيش بينما خان العجوز المتكلم عند ما منحوه دولارا قال إنه قليل. لقد أعطاني «الخان» رجلا مرافقا يدعى «وفاد» ليرافقنا في الرحلة إلى الشيوخ ولإمدادي بأي شيئ أحتاجه حتى الثانية بعد الظهر. في الساعة الرابعة بعد أن سرنا مسرعين بالجمال ، وكانت الجمال هائجة في ذلك الوقت وصلنا إلى (لوشان جاها) وهو ليس إلا مكان في الصحراء به بئر ماء وبعض الأشجار التي لا تنمو ووجدنا هناك بعض (اللاشاريين) مخيمون بجمالهم. ولكننا وجدنا صعوبة في بداية الأمر ؛ لأننا كنا نقيم في الأكواخ الخاصة بهم ، حيث أن قوانين الضيافة تتطلب منهم أن يذبحوا لنا شاه. على أية حال إننا قد قبلنا منهم كيسا من الجلد يوضع به الحليب ، وقمنا بشراء شاه بدولار. إن (اللاشاريين) قد أخذوا معهم الشاة وذهبوا بها بعيدا ليأكلوها مع عوائلهم بالإضافة إلى أنهم قد أكلوا معنا بقدر طاقتهم ، بعد أن انتهينا من الطعام قاموا بإشعال النار ، وقد ذبح الشاة بسرعة بجانب الخيمة بغير الدعاء المعتاد عند الذبح. ثم بدأ الرجال في سلخ الشاة بالطريقة العادية ولكنهم كانوا متشوقين لأكل اللحم ، وذلك قد انعكس على عدم تجهيز جلد الشاة لأخذه معهم ، فقد مزقوه قطعا صغيرة. وما أن ظهر اللحم أخذوا يتدافقون على النار لشوي هذا اللحم ، وهكذا انشغلت أسنانهم بأكل اللحم المشوي أما الأحشاء فقد أعطيت (للاشاريين) وقد