وأخذت مصباحين بدأت بالمشي بين المنازل وقفز ثعبان أثناء مرورنا حتى وصلت إلى منزل مسؤول البلدة. ولم أدع له مجالا فذهب بنا إلى حوش داخلي حيث وجدنا جمالنا الثلاثة التي وعدنا بها.
وتبين أن العجوز قد تأخر في جلبها لنا حتى يحصل على أجرة إضافية. ولكنه وجد رجلا أجن منه حيث أمرت أن يتم وضع الأمتعة على جمالنا وبسرعة ، وبدأنا بالتحرك في الساعة ٤٥ : ١٠ مساء ، ولم نتوقف حتى وصلنا إلى (قشم) في صباح اليوم الثاني الساعة ٣٠ : ٨ صباحا. ولم يكن الشيخ الذي أعطانا الجمال مرتاحا حيث لاحظت عليه أنه طرد حماره الذي يركبه من الحوش.
كان الطريق مخيفا مع الظلام الدامس وكان لدينا مصباحا في العربة وآخر في الخلف وكنت في النصف مع عصاة بيدي ، وكان لا بد لنا من التحرك.
واقترح الرجال أن تتم رحلتنا على ثلاثة مراحل إلى (قشم) ولكن لم نتوقف خلال الرحلة كلها.
وبعد حوالي ١٨ ميلا أحد الرجال الثلاثة المرافقين لنا مع الجمال الثلاثة وقف يبكي على الطريق. وبعدها بقليل سقط الآخر معلنا أنه لا يستطيع الاستمرار لأنه على وشك الموت ولم يستطع حتى الرد على أحد الجمال.
إن رجال (قشم) هؤلاء يمشون مثل النساء العجائز ـ أما البلوش الذين معي والذين كانوا في (سوزه) بلا عمل جاد ـ كان لا بد لهم أن يتأقلموا مع هذه الظروف الجديدة وكانوا سعداء ؛ لأن هذه الظروف تغيرت. وكان قد بقى معي رجل واحد فسقط من الثلاثة واضطررت أن أتحمل ووضعته على ظهر حماري الذي لم أركبه قط. إن هذه الرحلة بينت معدن هؤلاء الرجال