يغلي وعقلي كاد ينفجر. لقد أمرت أن أتوقف كل مائة ياردة للحماية من ضربة الشمس هذا قد عرفته من خبراتي بالسفر. أخيرا وجدت الماء فهجمت إلى حوض الماء العميق بأيادي ترتجف أخذت وعاء الماء المصنوع من الطين الذي يسحب به الماء. وهل يصدّق أن الحبل كان قديما وبال حيث أن هذا قد أدى إلى وقوع الوعاء إلى الأرض وكسره. كم من الأيدي قد هزت هذا الوعاء ، فشرب الماء هذا يشبه تدفق الماء في قرية يابسة في مكان ما بجانبي. كانت الجرعة الأولى أفضل ، وبعد ثالث جرعة ماء جلست وأنا شبه أبكي وأنا مسرور ، وقد قمت بربط الحبل ، وبكل شجاعة ملأت الوعاء كاملا. كل ذلك لا يمكن أن ينسى ، لأنني إذا كنت قد سقطت في هذا المكان فهذا يعني أن الذئب وابن آوى لن يعرفا مكاني لمدة ثلاثة أيام على الأقل.
لقد كان الظلام حالكا عند ما وصلت قرية الصيادين في (سوزه) ووجدت معسكرنا هناك ، فقدّم لي «غلام شاه» كوبا من الشاي. ولكن سائقي الجمال قد امتنعوا تماما عن إحضار الحطب أو الماء ، وكان لا بد من حل عاجل بعد أن قمت بسؤال الرجال أنفسهم وقمت فصلهم بدون أي أجر.
فذهبوا وهم يهددون ويتوعدون. وأمرهم المسؤول عنهم ليأتوا إلى (سوزه) ليأخذونه وعائلته إلى مكان إقامتهم ، وقد تعهدوا أيضا لأخذي إلى (قشم) وليكونوا تحت تصرف مسؤولهم في اليوم التالي.
وفي اليوم التالي كنت أجلس تحت ظل شجرة تين قاحلة وهذا كان هو الظل الوحيد في المنطقة ، فقد كانت القرية مهجورة من جميع السكان ، حيث ذهبوا إلى الحصاد في (ميناب) وقد كان رجالي يتعجبون عن الاستفسارات بخصوص الجمال. ولكني علمت بوجود رجل كبير السن ترك في القرية فطلبته وبعد مناقشات وعدني بالجمال بعد ٣ ساعات.
وفي حوالي الساعة ١٠ مساء قررت أن أقوم بتحرياتي الخاصة.