على قبعتي ، حيث قد نسيت دفتر المذكرات ، بعض الأوقات كنت أتكاسل في اشعال الغليون بعد أن أنفخه نفختان وأنا أراقب النمل يحمل نواة التمر التي رميتها ، وكنت مسرورا عند ما استيقظت على صوت ثرثرة ومزاح وضحك بصوت عال وعند ما التفت وجدت فتيات يقفن حول البئر وحوض الماء وعلى ما يبدو أنهن يريدن الاستحمام. وكان هناك جدال حادّ بينهن وكنت أتابعهن بتمعن وذكاء وقد أخذت فكرة عن معنى حديثهن ، لقد قطعت عليهن الحديث بأن أكدت لهن أنني سوف أنتقل إلى شجرة أخرى عند ما أجد سترتي ، وقد شكرنني وهن يضحكن بسرور على تلك المغامرة. حملت بندقيتي وأخذت أمشي ببطء تحت ظل الأشجار في الحديقة حيث وجدت صاحب الدعوة وكان قد استيقظ من نومه لتوه ، وأخذنا نتناقش عن المحاصيل والضرائب ، وأشياء أخرى ، وكان القمح في نبتته الأولى ملوثا ، وكان التبغ نادرا ما يستعمل. خلال فصل الشتاء ، تصبح الحدائق جرداء وجميع السكان يذهبون إلى المدن أو القرى المبنية من الطوب. إن مضيفي شديد الذكاء وقد أعطاني معلومات كثيرة.
تناولنا غداءنا في الخامسة وكانت الشمس ساخنة قليلا ، وعليّ أن أسير ١٢ ميلا ، فسرت مع أحد الرجال ليدلّني على الطريق الصحيح إلى (سوزه).
خرجنا من الحدائق وسرنا تحت الشمس الحارقة ، إن بلدة (قشم) في أغسطس تكون قاحلة. وقد عبرنا الأخدود الكلسي مرة ثانية وهذا الذي عبرته الصباح بالخطأ عن طريق غريب. بعد ذلك قطعنا أميالا ونحن نتسلق الصخور ونسير في السهول. إن رحلة كهذه التي نحن فيها الآن مستحيلة ، لو لا وجود خزانات المياه المغطاه بالقبب.
إن المرة الأولى التي رأيت فيها هذه الخزانات لا تنسى فقد بدأنا السير مبكرين جدا في المساء ، وبعد حوالي ساعة فقد مرشدي الطريق وكان دمي