غريب وأنت تراقبها فكل نوع من هذه الحيوانات يأتي وكأنه يتكلم في الوقت المحدد له. أولا حلقة الحمام ، بعد ذلك البلابل وأخيرا الديوك. وكم هو مضحك عند ما ترى كل نوع يروح ويجيء في حركة مستعجلة وهو منهمك على ما يبدو. بسرعة كان هناك رجالا مسنين يلفون في محاولة للفّ عمامتهم على وسطهم وبدأوا واحدا واحدا ينزلون إلى الماء على أسلوب الكتاب المقدس. وعند ما ظهرت البقرة سارت على نفس طريقة الرجال ولم يستطيعون التحكم في الأمر بدون نزاع.
كان هناك رجلا مسنا بقى بعد رفاقه ولم يكن شيئا ظاهرا من الماء غير رأسه المحلوق تماما. ربما كان غارقا في التفكير أو نصف نائم ، بعد لحظات ظهر ثور كان يقود قطيعا من الماشية ، تقدّم من البحيرة بهدوء تام ووضع فمه في الماء ليشرب وفجأة رأى ثمرة جوز الهند في الماء فصاح ووضع فمه وأنفه وغطس بشدة ، تلك الصيحة قد جعلت الرجل العجوز يهرب غطسا تحت الماء ، ثم بدأ يظهر في الجانب الآخر من البحيرة وهو يسعل وبدأ يبصق على الثور ويسبّه بلغة مفزعة قائلا : «اوه» ربما سيمزقك الذئب إلى قطع وكنت أرقب ذلك وأنا أقهقه. والآن ظهر رجل فارسي طويل القامة وهو يرتدي قميصا نظيفا وكان يحمل صينية كبيرة من النحاس بها الإفطار الخاص بي ، وهو طبقا من الكاري كالمعتاد ، ودجاجة مطبوخة بإتقان وزبد وقشدة اللبن ، وتمر طازج وسكر ، وزبيب ، وقطع من الرقاق يستعمل كطبق للأكل. عند ما فرغوا جميعهم من أعمالهم كان الخادم جالسا على الأرض فصرفوه خارجا بأسلوب مهذب حيث لا أشعر به ، حينها كنت جائعا بشدة. وربما كان وجهي يعبّر عن النوم بسبب الفوضى التي قمت بها وقت الطعام ، وكان الرجل يؤكد لي بهيبة بأنني لم آكل بما فيه الكفاية حتى بالقدر الذي يحتاجه طفل لغذائه.
لقد انتهى الإفطار وكنت اتمدد تحت الشجرة وأنا أكتب هذه المذكرات