من لندن في نفس الوقت الذي استلمت فيه تعليمات بالمغادرة إلى (بوشهر) بأنني قد تعجبت لأن هذه الجزيرة قد بيعت ، فقمنا بتحميل الأشياء على الجمال بعد أن أرسل جلال إلى جزيرة (قشم) لإحضار الجمال.
إن أهالي (هنجام) لهم طريقة غريبة لعبور المضيق مع الجمال فيأخذون اثنين بسرعة ويجبرونها على الركوع أرضا بجانب بعضهما ويقومون بربط أرجلها معا ويضعون القارب على الساحل ويدفعونهما بشدة ويربطونها بالقارب من الخارج ويبدأون في الإبحار. وهكذا تسافر الجمال لساعات وهي دائما ما تتعرض للغرق في الماء بسبب ثقل الأمواج.
إن سطح جزيرة (قشم) يتكون من سهول مالحة تقسمها أخاديد من حجر الكلس. وهي الآن أشبه ما تكون قد ظهرت لتوّها من البحر ، ولا يستطيع المسافر أن يعبرها في شهر أغسطس بدون خيمة ، في هذا الوقت من السنة أيضا يذهب السكان بين غابات النخيل في (ميناب) ليقيمون هناك في الأرض الأصلية.
في الليلة العشرين كنت قد عبرت المضيق ، وبعد سير حوالي ثلاثة أو أربعة أميال في الظلام الدامس وعلى طريق وعر عثرت على مخيمنا على ربوة صغيرة بجانب قرية (ديريستان) وقد لاحظت بأن الكثير من سائقي الجمال العابسين لدينا أدوا إلى تعرضنا البعوض والثعالب.
في صباح اليوم التالي أرسلت القافلة في الساعة السادسة وبدأت في السير ولكني تقريبا قد ضللت الطريق. ولكن بعد جهد من السير وصلت إلى غابة جميلة من أشجار النخيل وكانت ملك (شيخ حاجي أحمد) ، وقد رحّب بي كثيرا وأعطاني حصيرة تحت شجرة «الكافور» فغططت في النوم. كان هناك بئر وحوض لا يبعد أكثر من عشرون قدما من هنا وعند الظهيرة كنت أرى الطيور والحيوانات والوحوش تحوم وهي عطشى. إنه لأمر