في القبعة وثبت سلاحي في سرجه وبدأت مستعدا لأي طارئ. وبعد عشرة دقائق كنا قد عبرنا المكان حيث خفّ العمق وتبينا الشاطئ الرملي مرة أخرى. وقمنا بعدها بدفع الجمال إلى منطقة أخرى وحوالي شروق الشمس في الفجر وجدنا طريقنا في قرية مهجورة وبعدها بثلاثة أميال. وبعد ميلين عبرنا تلة عالية على يميننا وصلنا تحت شجرة السنط ـ كنا في قشم.
أما الآن فقد كنت أحاول أن أسمع من أين يصدر صوت الأمواج ويبدوا أنه هدير مياه حولنا ، وقد كنت مسرورا إن لم يكن هذا القلق قد حدث أيضا للرجال الذين معي ، فالتفكير قد أتعب عقلي ، لأنني لا أرى إشارة أو دليلا على الطريق الذي نسلكه. إن ما أفكر فيه الآن هو أن أضع الساعتين اللتين معي في عمامتي ، وبندقيتي في السرج لربما قد يحدث أي تغيير. على كل حال ، إننا كنا مشغولين لمعرفة مدى ترددنا في ذلك الوقت ، ولكن بعد مرور عشرة دقائق أصبحت المياه ضحلة وبلغنا الرمال ثانية. وأصبح أمامنا مرحلة أخرى من الطريق ، ولكن دم الرجال كان يغلي وكانوا يسوقون الجمال وكأنهم أصحابهم ، لم يكن أهالي (قشم) موجودون. وفي صباح اليوم التالي بعد مشقة من السير بين قرى مهجورة وعلى بعد ثلاثة أميال وصلنا إلى البحر ومررنا تحت ساحل صخري على الجانب الأيمن ، وبعد سير ٢ ميل جلسنا تحت شجرة «السنط» في (قشم) وكان السوق في قرية (قشم) فقير ولكنه نظيف ، وكان هناك منزل جميل «للشيخ صقر» الحاكم. والنوع الوحيد من الفواكه المتوفرة في البلدة هو ثمر اللوز ، وكان يطلق عليه اسم «جورومزانجي» الذي تؤكل قشرته المليئة بالماء وترمى النواة. كان لونه أحمر وطعمه كطعم الكمثرى. أما المانجو والبطيخ كانا يزرعان في واحة صغيرة وهي تشكل الجزء الذي فيه يعيش سكان الجزيرة. والقمح كما ذكرت سابقا يكون صغيرا. أما أوراق الشجر واسمه «مدرت» يعمل منه بودرة ويستعمل لعلاج الحمى.