لقد بقينا في (قشم) لمدة يومين ولم نحصل على قارب ، هنا البحر هادئ ويقال أنه من الصعب أن ترسو القوارب على شاطئ بندر عباس نسبة للأمواج الكثيرة التي ترتطم بالشاطئ. عادة كنت أقضي صباحي هائما في السوق والدردشة مع كابتن المركب التي سحبت إلى الرمال لعمل التصليحات بها.
إن هذا القارب كان يعاني من نقص الماء في رحلة من يومين إلى (بوشهر) ولقد حضروا فيها إلى (هنجام) لطلب أو سرقة الماء من حوض المياه الخاص بنا. كان الجو هادئا ، عند ما أتى بعض الرجال من الجزيرة لتفريغ السفينة على أن يدفعوا ثلث البضائع. بعد ذلك حضر الشيخ «عبد» من جزيرة صيد اللؤلؤ ومنع تفريغ الحمولة إلا إذا وافق قائد السفينة على دفع نصف البضائع. وفيما كان الموضوع يناقش وكادت السفينة تتحول إلى أنقاض لو لا تدخل الشيخ «صقر» ومنع تفريغ السفينة إلا بعد أن يستلم ثلثي البضائع.
وهكذا أصبحت هذه السفينة تابعة للملكية البريطانية ، وقائد السفينة كان رجلا عربيا يستحق التقدير مع لحيته البيضاء ، وقد أرسلت برقية بذلك إلى المسؤول السياسي في (بوشهر). بعد ذلك كان لدينا بحث قضائي عظيم وهو عبارة عن استشارته عن القائد ، وكان المترجم بين القائد و «الشيخ صقر» و «الشيخ عبد».
كذلك كان عليّ ترجمة ما كتبه القائد على البضائع التي كانت مسجلة هنا وهناك وفي كل مكان على مئات القطع الصغيرة من الورق القذر. ما هذا العمل؟ كان لديه مئات من الكتل الخشبية. كل واحدة تختلف عن الأخرى في الحجم ، بالمقياس ، والخامة والنوع ، وهناك أيضا ٦٨٠ قفصا من التمر الهندي ، والفلفل ، والبنجر ، وثمر الكوكا وكل قفص له مرسل ومرسال ، كذلك تختلف أوزان هذه الأقفاص عن أية أقفاص أخرى. وكان