عودته كان أقرب إلى مركبنا من المرة الأولى وقد حاولنا مرة أخرى أن نحييّه ولكننا أيضا لم ننجح ، فرفعت قبعتي على قلاع المركب ولكنه قد تركنا خلفه وذهب.
في الساعة الثانية عشر والنصف وحسب ما أعلم جلس هؤلاء الأشخاص على السفينة البخارية لتناول غداء فاخرا على مائدة نظيفة باستعمال أطباق وأكواب نظيفة أيضا ، ولأننا نحن في غاية الإرهاق والجوع لم نتمكن من الإبحار ثلاثمائة أو أربعمائة ياردة.
لقد جلسنا لتصليح العطل ، ورفع «غلام شاه» رأسه قليلا وهو يقول «هذه هي طريقة التمتع» برحلة ممتعة في المساء بدأنا الإبحار إلى ساحل (سورو) وهنا قد تأخرنا حوالي ثلاثة أميال عن الشاطئ ، نصف المسافة قد خضناها في الماء والنصف الآخر سباحة وباقي المسافة كانت طين وماء ، منطقة غير واضحة. وكان عدد طيورها كبيرا جدا وفي البداية كانت تبدو وكأننا الساكن الوحيد لتلك المنطقة. إنها منطقة منبسطة رملية بها غابات من شجر النخيل ، سرنا وحيدين فيها وكانت ملابسنا وأحذيتنا مبتلة بالعرق والطين وملح البحر وفجأة رأينا عشة بجانبها رجل مسن منهمك في تقسيم كومة من التمر إلى ثلاثة أقسام لبيعها في السوق.
لقد علمنا أننا قد وصلنا إلى منطقة أخرى تبعد حوالي ثلاثة أميال عن بلدة (سورو) فكانت قرية صغيرة بها أغنى التجّار من (بندر عباس) وكان عدد هؤلاء التجار تسعة تجار ، بعد أن أكلنا كمية من التمر وشربنا الماء البارد ، وبعد أن حصلنا على الجمال بدأنا سيرنا نحو بندر عباس ، وحوالي منتصف الليل قوبلنا مقابلة فخمة من السادة «جرى باول» بالميناء.
كانت (بندر عباس) توصف دائما ، وإليك وصفا كاملا عنها ، فكما هو جار في البلاد الشرقية كقاعدة مسّلم بها بأن فيها كل شيء بال ، رث ،