في مساء اليوم التالي وجدت قاربا بواسطة قائد السفينة ، ولكن استطاع «الشيخ صقر» أن يقنع ثلاثة من رجالي بعدم الرحيل في الدقائق الأخيرة. وكان الجو معتدلا وكنا أقوياء بما فيه الكفاية لمواجهة الإبحار الطويل ، لذلك قررت أن نبدأ. وقد أرسلت كلمة إلى الشيخ «صقر» أخبرته بأنني سأسافر الآن للقيام بعمل لصالح الحكومة البريطانية ، وهكذا سأتحمل المسؤولية لأي حادثة أتعرض لها. وبالجهد وصلنا إلى جزيرة (هرمز) وحيث أن الجو معتدل تابعنا حتى وصلنا في المساء إلى بندر عباس. إن الأمواج كانت عالية وكان رسو السفينة غير ممكن ولكن السفينة التي أنتظرها إلى (بوشهر) ستصل غدا.
وبالرغم من الصعوبات التي وجدناها وبالرغم من أن الجميع كانوا مرضى إلا أننا قد تمكنّا من الرسو بجانب ثلاث سفن كانت كانت أيضا تنتظر السفينة القادمة.
لقد كانت ليلة مضطربة. فقد سحبنا الهلب وأبحرنا بين الأمواج بحرا بعد بحر وقد ابتّل جميع الطعام معنا وملابسنا أيضا ، وفجأة سمعنا صوتا في الظلام وفي الدقيقة التالية اصطدمنا بسفينة أخرى ولكننا بعد ذلك تفاديناها ولكن كيف ، لا ادري؟ ومرة أخرى وجدنا أنفسنا نندفع إلى خارج البحر. وبالرغم من نقص طاقم السفينة إلا أنه كان هناك شجاعة ونشاط ونحن الآن بجانب الثلاث سفن مرة ثانية ، وقد كنا في انتظار السفينة التجارية التي تقلّنا إلى البلد التي نقصدها.
كان الوقت حوالي الساعة العاشرة. في الحال رفعت مراكب الشحن خطاطيفها وبدأت بالإبحار. أما بالنسبة لنا وبسبب وجود تلف في مركبنا فلم نتمكن من الإبحار ، سمعنا صوت خشخشة جهاز الإرسال للسفينة البخارية ولكننا لن نتمكن من اللحاق بها. إن مسؤول الرسائل البريدية قد مرّ من أمامنا ومعه البريد ، وقد قمنا جميعا لمخاطبته. ولكننا لم ننجح. في