(ميناب) ، وبعد أن مكثت ثلاثة أيام في البندر قمت مع مضيفي بأخذ الجمال في الساعة العاشرة مساء في أحد الليالي ، وفي الساعة السابعة مساء اليوم التالي كنا بين أشجار النخيل ثلاثة أو أربعة أميال أسفل حصن (ميناب) ، وفي صباح اليوم التالي ظهر لنا المنزل الصيفي ل «ميرزا عبد الله» كبناء ضخم وحديقة جميلة فيها أشجار الرمّان والحنّاء وكرمة العنب ، وشجر القطن ، والليمون ، والبرتقال ، وأشجار اللّوز ، وفيما كان الإفطار يجهز كنا نغتسل في النهر ، وهذا قد أنعشنا. نحن الآن تحت سلسلة من الجبال المنخفضة ، ينحدر النهر على صخور منحدرة وعرة ، يقطعه مجرى من ناحية الشرق بعمق مائة قدم. على سطح هذه الجبال وفي مكان ما هناك كان هناك معسكر ومباني كبيرة وقلعة ، وبها (أي ميناب) سوق ـ ويقام سوقها الكبير كل يوم خميس.
وعند تسلقنا كنا نتسلق الأبراج العالية للقلعة تحت إرشاد الرجل البلوشي المسؤول الحارس هناك ، ومن أعلى ذلك المكان شاهدنا منظرا مثيرا وغريبا ـ جيوش البلوش.
وعند ما أتكلم عن البلوش فإنني دائما أعني بلوش (مكران). فأصول هؤلاء مختلفة تماما وأرفع شأنا من رجال بلوشستان الشرقية. وقد كان منظرهم وهم يتدفقون كالسيل في مجرى النهر ويندفعون على الضفة أشبه بجيوش النمل. وكان حوالي مائتي شخص طويلي القامة يمشون كمجموعات في نهايته تتبعهم مجموعة من الدواب. ويحملون أغراضهم على ظهرهم ، وسيوفهم تتدلى من على أكتافهم جهة اليسار ، وكان كل منهم يحمل أيضا على الأقل مسدسا واحدا وخنجرا معلقا في خصرهم. من بين هؤلاء الرجال كان يوجد خمسون آخرون يمتطون الجمال. وهؤلاء يعتبرون جهاز الاستخبارات لأنه يمكنهم أن يقطعوا حوالي تسعين ميلا (أي