يتأرجح بخطى واسعة تقريبا حوالي قدم واحد لكل خطوة ، عيبه الوحيد كان في كسر ناب من فمه ، إلا أنه ما زال ذو قوة ومقدرة على التحمل والصبر. أما بالنسبة للثلاث جمال الأخرى لم تكن هناك نقطة معينة عنها ، ولكن جميعها كانت تؤدي عملها على نحو رائع.
إن رجال فريقنا الصغير جديرون بالوصف فأولهم «إبراهيم محمد» هو حارس الخط التلغرافي للحكومة ، وقد منح أجازة ليصاحبني في تلك الرحلة. لقد كان رجلا أنيقا طويل القامة ، ولقد تعاون مع الرجال وخدمني ، ولكن للأسف هذا الشخص أو الرفيق لم يرجع أبدا إلى بلده لأنه قد توفى بعيدا ودفن في أرض غريبة ، وكان عليّ أن أراه قبل أن يموت حتى أتأكد من أنه لم يعد يتذكر أي من معاملتي القاسية معه عند ما كان يغيظني في تأخيره ، وعدم إطاعته لي ، ولمرضه ولأحداث أخرى أثناء الرحلة. ولكن يمكنني أن أصفه بصورة أوضح ـ «جاجو» وهذا اسمه ، رجلا عريض الأكتاف ضخم القدمين ، ساذج ولكن دمث الأخلاق ولديه استعدادا للمزاح والضحك من كل قلبه. عموما ، هكذا كان قدرنا سيئا. فقد كان لي «جاجو» ، برغم شراسته المرحة عونا لي ضد الرجال الذين لم يعرفوا عن الطريق شيئا ، وكان بلغته العربية المكسورة يداعبنا لينال قطعة من اللحم أو قليل من الكاري ، كما أنه كان فخورا بإرشادي خلال الرحلة لأنه كان قد سافر معنا من قبل وأصبح يعرف الطريق وأوضاعنا تماما أكثر من أي شخص آخر.
يأتي بعد ذلك «إبراهيم خميس» (١) و «داد الرحيم» ، فقد كانا من عائلة
__________________
(١) هو «إبراهيم خميس السويدي» والسودان أصولهم في أغلبيتهم من الشارقة في بلدة (الخان) وهاجروا إلى مكران في بدايات القرن التاسع عشر ، وهم أنساب للأمير بركت حيث تزوج «كلثم السويدي» ، وبني عمومتهم هم «أبناء جرش السويدي» في الخان بالشارقة ،