طيبة ورفيعة المقام مثل عائلة «جيمادار إبراهيم». في الحقيقة إن «جيمادار إبراهيم» أقنعهما بأن يصبحا أصدقائه ، وقد قامت بينهما المشاكل نظرا لصغر سنهما ، وقد توفى المسكين «داد الرحيم» أيضا ودفن قريبا من «إبراهيم محمد».
بعد ذلك يأتي «عبد الله دادوك» هو الرجل الثاني ، كان فضوليا له أنف كالمنجل منعكف وله عينان سودوان تتلألآن ولحية سوداء مجعدة. كان مثابرا في عمله ولكن له لسان سليط.
ثم يأتي «حسن» ، كان رجلا طويل القامة قويا ومن عائلة بسيطة جدا ، أسلوبه خشن وغير مهذّب ، لكنه كان من أفضل سائقي الجمال ، وله ميزة في صوته الغريب الغير عادي ، ولا يزال يحمل اسما كنت قد سميته به «حسن كراوازي» أو «حسن صوت الحمار».
أما «قاسم» فهو رجل كبير في السن وكأنه جسم مقطع من قطعة خشب لأن يداه وساقاه بنفس الحجم وحتى الطول. وكان غريبا في قوله : «إني اعتقد بأمانة بأننا قد قطعنا مسافة ٢٥٤ ميلا في خمسة أيام».
و «علي شاه» الفضولي كان قصير القامة رفيعا متينا على شكل الكرة ، ولا يتمتع بأية ذرة من عزة النفس أو دماثة الأخلاق من أي نوع. كان نبيها جدا عند حراسته للطريق ولكن لسانه لا يكف عن الكلام والضحك والغناء ، وحتى الكذب من الصباح حتى المساء.
و «غلام شاه» بوجهه البني اللون الذي بدا في هذه اللحظة مكشرا في وجهي وينظر إليّ وأنا أكتب هذا عنه. له رأس قوي ، متعاون ، ويبلغ من
__________________
وكان «علي السويدي» و «إبراهيم السويدي» من الرجال المقربين للأمير «بركت» والمرافقين الخواص له بعد أن تزوج شقيقتهم ، وسلالتهم متوزعة اليوم بين مكران ودولة الإمارات.