العمر أربعة عشر إلى ستة عشر سنة ، وهو من عائلة بلوشية جيدة ، قضى طفولته في التجوال على البلاد التي في (رودبار) و (بامبور). لقد اكتسب بعض أفكاره من تجواله هذا ، لأنه قد صحبني في رحلة دامت حوالي سبعة شهور ، وكنا قد عبرنا جبال الثلج الشامخة في (كردستان) خلال فصل الشتاء. في ذلك الوقت كان يقوم بإعداد جميع وجبات الطعام لي ويفرّغ ويعلب وينظم جميع معداتي كل يوم ، وكان مسؤلا عن «الكرونوميتر» خلال غيابي عن الخيمة. خلال أعماله هذه لم يكسر أيّ شيء كما أنه لم يترك أو ينسى أي شيء خلفه ، وكان صارما ، لا يكل من الجهد ولا يخاف.
هؤلاء جميعا كانوا الموظفين الدائمين في رحلتنا ، لقد اكتسبت خبرة في هذه المنطقة ، وإذا كان عليّ أن أكرر هذه الرحلة فلن اغيّر أي رجل من الذين ذكرتهم. إن صديقي «جلال» من (بامبور) قد قرّر في الدقيقة الأخيرة ألا يأتي معنا. فالصراع بين إخلاصه لي ورغبته في مشاركتي رحلة كهذه كان في كفة وزوجته وابنه في الكفة الأخرى ، وعند ما بدأنا رحلتنا بدونه أصبح كالمجنون يضرب الذين نصحوه بعدم السفر بعنف حتى ابنه المدلل.
وفي ١٤ نوفمبر تخلصت من مؤونتي وأرسلت جملين محمّلين ثم ودعت جميع مرضاي ومنهم طفلة كنت قد قمت بعلاج عينيها واستعادت عافيتها وهي ابنة أحد القناصين فقد كانت عيناها متعبتان للغاية وقد استعملت لها نترات الفضة أربعة مرات في اليوم ، لكنها في البداية لم تعطي أية نتيجة ، ولكني أخبرتها أنه عند ما تبدأ بالشعور بحرقة في عينيها فهذا يدل على أنها ستشفى. وفي اليوم الرابع طرأ تحسن على عينيها وفورا قمت بوضع نقط من المحلول في عينيها وبدأت تصيح «مارو أسوجي» «مارو أسوجي» ويعني ذلك بأنها تحرقها ، وبدأت تضع يديها حول عنقي وهي شبه غائبة عن الوعي ومتهاوية على الأرض ، ولكن بعد حين هي