نتصور مدى الدهشة عند ما رأى رجالي هؤلاء الأشخاص الطويلي القامة ذو الأنوف المعكوفة واللحى السوداء الخشنة. إنهم لم يروا أو يسمعوا عن شخص مثلي إفرنجي. فهؤلاء قوم مسلحون حتى أسنانهم بالسيف ، والترس ، والبندقية ، والسكين والدرع الحديدي. كما أنهم يظهرون بزيهم الرئيسي الذي يتكون من لباس خفيف وزهيد ملفوف حول الوسط وصندل أخضر اللون وطاقية للرأس. حقا إني أعتقد لو أنهم رأوني قبل أن أراهم. لكانوا قاموا بقتلي ليس لأي حقد بل فقط ليروا ما هو جنسي. المهم أنني لدى كتابة مذكراتي عنهم اقتربوا مني فقمت بكتابة ملاحظات طيبة عن قائدهم.
وبالرغم من أن الرجال لا يعتقدون بالخرافات حيث كانت نظراتهم الثابتة على الجهاز الغير معروف تشير بل تثبت لي مدى حيرتهم. ولكنهم كانوا على وشك أن يمضوا في طريقهم. هذا ما لم أرغب به لأنني كنت متشوقا أن أسألهم عن أي شيء بالنسبة للطريق ، وأماكن التخييم إلى آخره.
وعند ما بدأت الحديث معهم باللغة البلوشية ، اقتربوا مني وهم يتذمرون وقد وضعوا بنادقهم أمامي وبدأوا في الأسئلة «من أنت»؟ «وماذا تكون»؟ «من أين أتيت»؟ ، «لماذا تتحدث بالبلوشية»؟ «نحن بلوش» ، «أين جملك»؟ «وإلى أين أنت ذاهب»؟ ... الخ.
لقد انتظرت لحظة بهدوء تام حتى أكملوا حديثهم ، ثم جاوبتهم بصوت منخفض «السلام عليكم» ، وفي الحال أظهروا احترامهم وتهذيبهم ، لاحترامي الشديد الذي دفعهم للسلوك الطيب. أيضا كان بإمكاني من أن أتظاهر بالأدب لمصلحتي في ذلك ـ لذا أكملت ردا على تحيتهم :
«السلام عليكم»
«أهلا وسهلا»