أعرف أن للجمل «ماهري» سرجان ، حيث جلس في السرج الأمامي غلام شاه وهو يحمل التلسكوب والترموميتر ، والمنظار المكبّر وغذائي أو عشائي من الطعام ، وكان «غلام شاه» باقيا بجانبي ونحن نتأرجح معا على الجمل ، وقد سبقنا القافلة بحوالي ساعة تقريبا ، أي ٦ أميال ، إلى أن وصلنا إلى كهف ، فجلسنا تحت ظله لتناول الغذاء. وكان المطر الذي لا مفر منه قد أدركنا هنا. عموما ، واصلنا سيرنا وفي حوالي الساعة الثالثة خيمنا على ضفة (خور شريفي) تتمتع منطقة شريفي هنا بواد مليء بالأشجار الجيدة ، وهنا وجدت الجمال علفها الجيّد من شجر «الكافور» والذي تأكل مثله منذ مغادرتنا بلدة (كيكن).
في هذا المساء وبواسطة «جهاز الترمومتر» وجدنا أنفسنا بعد كل الجهود بين الصخور والجبال ولا حظنا بأننا قد ارتفعنا فقط ٦٠٠ قدم. ثم شاهدنا عدة ممرات جبلية ، وماشية الجبال ، وحيوانات أخرى جيدة تستحق الصيد. وبكل بساطة أقنعت «جازو» للبقاء هنا للتمتع بهذه الرياضة ، كما أنه يمكننا من أن نجفف الخيمة ، حيث أن الجمال وسائقوها قد قاموا برحلة طويلة ومن الأفضل لهم أن يأخذوا قسطا من الراحة.
اليوم التالي كان لنا صباحا جميلا ، فقمت بسرعة بتبديل ملابسي وأخذت بندقيتي الصغيرة وخرجت من الخيمة وجلست أمام النار لأشاهد تجهيز طعام الإفطار ، وقد كان ذلك أجمل صباح في حياتي. فكل شيء يشعرني بجمال الطبيعة. رائحة الحطب وهو يحترق في الجو البارد النقي ، وصوت نقرات طائر الخشب الكبير الوحيد في البلد يتسلل من بين الأشجار القريبة. كل ذلك كان رائعا بتفاصيله الدقيقة التي تركت آثارها الجميلة في ذاكرتي.
لقد كان مخيّمنا بصورة رائعة الوصف فهناك على ضفاف (خور الشريفي) الذي سيقودنا لمرحلتين أخيرتين من رحلتنا ، وكانت الخيمة