منصوبة على عشب الربيع الأخضر وخلفنا كانت سلسلة من التلال البنفسيجية والحمراء تدعى (اوشدانداري). وعلى بعد بضعة أقدام حول بقايا النار ، تمدّد الرجال وهم ما يزالون يلتقون بستراتهم الضخمة التي تسمى «بالبالاكس» أو «هيري هيريس» لقد رفضوا أن يعترفوا بالاسم الفارسي لملابسهم وهم يقولون «لا لا ، نحن البلوش نسميّها البالش».
بسرعة قام «غلام شاه» بتجهيز البيض والشاي و «جازو» كان جالسا لتحضير التمر والخبز. بعد أن فرغنا من الطعام بدأنا سيرنا عند شروق الشمس الذي غطى التلال وقد انتشر نورها الساطع الدافئ على كل شيء.
بعد ذلك وصلنا إلى منحدر في وادي ضيق في تلال (اوشدانداري) حيث وجدنا هنا آثارا لصيد كثير. فجأة وجدت صديقي قد أصبح دليلا مسكينا ثقيل الحركة يجر رجليه محدثا صوتا وكأنه شخصان يمشيان ، إضافة لذلك فقد ظهر عليه الإعياء من برد شديد. وفي هذه اللحظة التي بدا فيها كل شيء ساكنا كان صديقي يهتز بسبب السعال الذي أصابه فجأة وارتعد له جسمه. وعند ما ذكرت بأن مرضه هذا سيصيبه بما يشبه العمى المؤقت فسيكون من الواضح عندئذ أنه لن يظل الدليل ، والمساعد النشيط. ولكن من غير الممكن أن أغضب من صديقي القديم بالرغم من أننا قد أخفنا بصوتنا قطيعان من ماشية التلال ، إلا أنني تمتعت بالتسلق المنعش وبجمع بعض النباتات لإضافتها لمجموعتي.
هذه المنطقة لا يسكنها أحد سوى أننا تقابلنا فقط مع خمسة رجال طوال رحلتنا منذ بدأناها من الساحل ، حتى أننا كذلك منذ يومين لم نصادف أحدا في طريقنا.
في صباح اليوم التالي وبعد جولة صيد فاشلة بدأنا سيرنا إلى أعلى (نهر شريفي) المتفرع من نهر (جغين) كان القاع هنا محصورا وفيه كثير من