قلعة سيده العالية وهو متحمس وقال «هنا كانت نبع أعذب مياه ومصدرها هو الجدول الذي نخيم على ضفته. كذلك كان هنا العشب الأخضر والشجيرات للأغنام الصغيرة وكذلك حقول الذرة». وهنا في هذا المكان زرع «الريس» شجر الرمّان ، وبالقرب منها كانت ثلاث أشجار برتقال. حقيقة ، كانت هذه البقعة قطعة صغيرة من الجنة.
عندها أجبت «آه ، أرجوك يا إلهي عند ما أعود من (أنغوران) سأصعد إلى هناك لأرى ذلك المكان الجميل». فأجابني «نعم ، ولكنك ستسقط على وجهك دون أن تتمكن من معرفة الطريق. وفي الواقع إذا لم تقتل نفسك بالسقوط فإن المارة سوف لا يعرفونك وسيرمونك بالصخور ، وهذا إذا تركك «المحصل» وكنت أنت نشطا كالماعز البّري لربما يسمح لي «الريس» أن أدلك على المكان. ومن هناك إذا لم يصادف وجود غيوم فسيكون بإمكانك أن ترى البحر». كلامه الأخير هذا ربما كان صحيحا حيث أنه على بعد حوالي ٢ ميل إلى الشرق كان هناك في نفس المنطقة شكلا غريبا لمقطع طريق على مرآى من (جاسك) والذي كنت قد أخذت جولات فيه على بعد ستين ميلا من الشاطئ ، حسب مؤشرات خط العرض ، وكأنني أطير كالغراب في خطوط مستقيمة.
بعدها بقليل قدنا أنفسنا ثانية بين الصخور القديمة الرملية داخل مجرى مائي عميق وعريض يابس ، حيث وجدنا قرية صغيرة بها ثلاث أو أربع عائلات مع العديد من الأكواخ من القش والحصير وجميعها ممتلكات للريس. وهنا حاول «بيرو» تأجير حمار آخر ، وقد وافقت أنا في بادئ الأمر أن ننتظر. ولكن عند ما بدأ المفاوضة وهو يجلس على الأرض ليدخّن قليلا من التبغ الذي أعطيته ، وحتى لا يطول الأمر قاطعته دون أن أنتظر ليكمل المفاوضة ، وسحبنا أنفسنا بجهد حتى ضفاف النهر. بنى هذا المكان بقدر المستطاع بحجر صلب لارتفاع ستة عشر قدما ، والرقعة المستطيلة