أعطيت التعليمات ل «إبراهيم» بأن يقيس مدى الرياح بواسطة الكرونومتر ، وأيضا لتحضير كل ما يخطر بباله من استفسارات حول البلدة. و «غلام شاه» قام بحزم اثنين من المعاطف المشمعة ضد المطر ، وإبريق شاي صغير ، يمكن حمله ، مع شاي ، ودقيق ، وتمر ، ولحم استرالي ، وتبغ ، وبارومتر معدني ، وترموميتر لقياس الحرارة العليا والصغرى ، وبوصلة ، وخارطة ، ودفتر ملاحظات ، وزوجان من الجوارب. أما «جازو» فأخذ معه زوجان من الصنادل ، وبالرغم من كل التأخيرات إلا أننا أصبحنا في تمام الساعة العاشرة والنصف قبل الظهر في طريقنا للاستفسار عن المجهول والغامض حتى الآن بالنسبة لموقع وحالة وأبعاد ، الطريق إلى (أنغوران).
أمامنا مكان مرتفع وعلينا أن نتسلقه وما أن حمّلنا الحمير بأمتعتنا سمعت الريس العجوز الذي كان يظهر بأن يسترشد به ولكن لم يحصل هذا أبدا ، تقدّم من «بيرو» وحذّره برزانة بأن لا يخرج أو ينحرف عن المسار الذي وصفه له لأننا من وجهة نظره كنا بلا شك سنسلب وننتهب وقد فزع حينما ودعته ، كذلك كان خائفا من طلب حكومة الإفرنج إن حدث شيء لي لأنه حسب تصوراته المبالغ فيها لها سلطة في هذا الأمر.
في مدة النصف ساعة الأولى كنا نصعد ونهبط إلى منحدر وربوة هشة عالية ووحل أزرق اللون كان يغطي مساحة مرتفعة من ثلاثمائة إلى خمسمائة قدم والتي لم تبدو فيها الحياة ولو حتى أي نبتة خضراء. وقد حوّلنا سيرنا أمام تلة (دوريني) الضخمة ، (وهذا اسم محلي لنهاية سلسلة أمنيني). والتي نصبنا خيامنا تحتها ، أشّر لنا «بيرو» إلى قمة هذه التلة ، حيث بدا هناك ٢ أو ٣ أدغال معششّة في تخاريب الكهف ، هنا ظهر بيت «الريس على» علي مرتفع قريب حيث كان في أوقات الاضطرابات والشغب يجمع فيه جميع الرعيّة والناس ساكني القرى القريبة. ثم أخذ «بيرو» يصف