ويلبسون ملابس الفرس ، بعد ذلك صعدنا تلة صغيرة حيث ظهرت المدينة جاثمة في مكان عال.
إن الملابس الفارسية هنا لا تعني أنها دليل على أن اللذين يلبسونها هم من الفرس. وبلوش (مكران) يحتقرون أي زيّ غير زيّهم. عموما ، الفارسيين هنا أكثر خوفا ، أما البلوش فهم أكثر جهالة وهم يلبسون هذه الملابس تكيفا كهؤلاء الأفريقيون الذين يلبسون معطفا أحمر اللون بغير السروال.
إن بلدتي (بنوج) و (بنت) تشبهان المكان المخصص للتجارة أو ساحة العمال الإنجليز ، ولكن في بلدة (ماسكوتان) تمتليء طرقاتها بالسماد الحيواني والقش الذي يعطيها مظهرا يشبه حظيرة الخنازير ، ثم مررنا ببلدة (بارجة) لنشتري قربا للماء لرحلتنا عبر الصحراء ، وعبرنا بعد ذلك قاع النهر إلى أسفل فهو ضحل عميق ، وقد خيّمنا على بعد من أسفل الجبال المنخفضة في المكان المقابل.
هناك وجدنا مكانا دافئا وهادئا تحت الشجر ، وما أن أخذ الماء يغلي في إبريق الشاي حتى ظهر لنا أحد سكان (ماسكوتان) بمظهره المرعب ويرتدي ثوبا قصيرا ليعبر النهر. فقمت فورا بالتوقف عن تخطيطي وبسرعة تسلقت أقرب جبل ، حيث كان قد أوشك على الانتهاء تماما عند ما رأيت أربعة رجال يتصببون عرقا ويلبسون أحسن الثياب ، يتحركون بمشقة على الحافة أمامي وبدون أي نوع من التحية أخذوا في انتقادي. وبعد حوالي عشرة دقائق غيّروا رأيهم وحضروا إلى أعلى ثم سألني أكثر رجل أناقة فيهم ، إذا كان لديّ روبية أو قميص قديم ممكن أن أعطيه له. طلبت منه أن ينتظر لحظة وانسحبت إلى الخيمة حيث رأيت «جلال» يصف دواء لحوالي ستين مريضا. كانت إحدى النساء كفيفة منذ عشرين عاما توبّخ الرجل العجوز ، ولكنه أسكتها أخيرا بقطعة من الكيك والتي طلب منها أن تمضغها.