نشيطون ولهم قدرة على التحمّل. لقد أجّرنا رجلا كبير السن نظير روبية واحدة ليدلنا على (بمبور) في خلال يومين ، إن جميع السكان الذين قابلناهم حتى الآن مختلفين عن بعضهم البعض.
وصديقنا الجديد «كولي» كان قصير القامة مقوّس الساقين ، فمه كبير ووجهه كتلة غير منتظمة وكان يرتدي قميصا وسروالا ويحمل سكينا وسلاحا آخرا طوله ١٨ بوصة جانبا منه حادا والآخر خشنا كالمنشار والمقبض هو قطعة غليظة من الخشب. وهذا السلاح الذي كان مربوطا في الوسط هو لقطع الحشائش أو الحطب. هذه السكاكين معروفة في (ماسكوتان) على أن اسمها الحقيقي «كاهكين» وتعني «قاطعة الحشائش» ولكن معظم السكاكين التي رأيتها كانت أصغر من التي مع «كولي».
أما الثلاثة رجال الآخرين كانوا كالنبلاء ، ولم تكن هناك أية حاجة للسرعة أو الحزن ، على العكس كان كل شيء على ما يرام. على كل حال ، إن «كولي» حقا هو كالغول لأنني أصدق أنه لم يرى أي نوع من الطعام خلال ثلاثة أيام متتالية ، وإنه لم يذق طعم اللحم أبدا ، فالقرون والصوف والحوافر وأي جزء من الشاة يأكله بنهم من غير طهي ويمكنه أن يشق أو يقرض العظام بأسنانه كالكلب ، ودائما بعد أن نفرغ من الوليمة يقوم «كولي» بوضع قطع من العظام في جيبه حتى يأخذ في قضمها أو مصها في أي وقت.
وفي طريقنا دائما كنا نتقابل مع رجال يسألون عن اللّحم والتبوغ ولكننا لم نصادف شخصا فظا وخشنا مثل «كولي». إنه لم يستلم الروبية قبل أن نعود إلى (ماسكوتان) في الوقت المحدّد. وفي اليوم التالي وصل «كولي» مبكرا يلبس غطاء من الصوف ، وبدأ بالشكوى من سائقي الجمال والذين سنسير معهم الآن. وما أن بدأنا نغادر (بنوج) حتى كان بصحبتنا حشد من الرجال ذاهبون إلى جزّ الحشائش وجمع حطبا للوقود ، وعند مغادرتنا