البلدة كان معنا حرّاس في مهمة قصيرة ، يركبون البقر ، وأخذ البقر يعاندنا في السير ولكن كان لديّ خبرة في ركوب جميع الحيوانات والبقر. ولم أبالغ إذا ما ذكرت أن حقيقة الناس الذين يمتطون البقر إنهم مسؤولون جزئيا عن تعديل اللهجة ؛ لأن الأسلوب الجديد يصبح ضروريا ليعبر عن شعورهم بالسخط والغضب.
كانت الصحراء أمامنا ، وعلى الجهة اليسرى بمسافة بدت (باسمان) وعلى الجهة اليمنى بحوالي ثلاثة أميال تقع سلاسل جبال (باجنج) و (جاشومال) و (باندي لاجي). في هذا الجزء من رحلتنا كان «عبد الله» لا يجاوب على أي من الأسئلة إلا «بقافية» و «نعم» وإنني سأذكر إجابته على سؤالي عن الجبال. أثناء مقاطعتي له عند ما كان يغني أغنية يبدو أنها طويلة على الفرنجيّين وعن الصيد وسألته «ما هي أسماء هذه الجبال على يميننا؟ فتقدم أمامي ببطء وهو يمتطي جمله وجاوب وهو يغني :
هما كوه .. هما كوه .. جوستن كوهاني
... إيش باكينك .. وبند لاكي.
بعد حوالي ثلاثة أميال عبرنا جدول (جيه) الذي يتدفق جهة الشرق ، وبعد ذلك مباشرة أدركنا قافلة من الحمير تحمل التبغ من (مهترآباد) إلى (بمبور) لقد كانوا فرحين. وأحد الشاب الذي كان يعزف على آلة موسيقية ، خاطبني باللغة الهندوستانية ، فقد كان في الهند في (حيدرآباد) وفي (كراتشي). وعند ما سألته عن عمله قال فقط إنه «كام والا» أي «رجل كادح» ، وكان الشباب جميعا يرتدون جوارب طويلة. بعد ثمانية أميال شاهدنا سلسلة جبال «لاشاري» الباهتة وذلك خلال يومين من السفر إلى الجنوب الشرقي ، وبعد أن مررنا بصف كبير من الحفر في الأرض للوصول للماء كان على الجهة اليسرى نخيل التمر لبلدة (داري آباد) وبعد ميلين