آخرين وسط الأشجار وصلنا إلى (ماري).
مائتان من النخيل في هذا المكان ، من هنا ملئنا مياهنا للرحلة من شق صغير محفور عبر الصخور على بعد بضع ياردات من جدول ماء غير عذب. في هذا الوقت من السنة توجد مياه في (لوكان شاه) و (جيشكوك) ولكن حيث أن سائقي الجمال التابعين لنا لم يسافروا على هذا الطريق من قبل فقد رتبنا أنا و «كولي» خطة لنمر في أول مرحلة إلى (لوجان جاه).
إن الجنرال «جولد سميث» قد ذكر في ملاحظاته عن (بلوشستان) بأن عددا من الشيعة يزورون هذه البلد السنية. ومع هذه المفارقات في مثل هذه الحالة فإنني أعتقد بأن ذلك يعتمد على الوقائع الآتية : ـ
أولا : إنه من بلدة (جيشكواك) حتى الساحل لا شيء يعرف باسم دين الشيعة أو السنة إلا الاسم وبعض كلمات عربية.
ثانيا : لا يوجد أحد من الخمسمائة بلوشي يكلف نفسه ليعتقد في أصل أي من الأضرحة (المزارات).
ثالثا : إن هذه الأضرحة ينظرون إليها على أنها طلاسم أو سحر مع مراعاة الشعائر والطقوس والتي ربما تجلب الحظ ، ولا تسبب أي أذى.
كذلك قد سمعت مناقشات عمّا إذا كانت كومة الحجارة هي لضريح أم لا. وفي مكان آخر ذكرت أن ديانة البلدة تقتصر على ثمانية أو عشرة أولاد وشباب في كل بلدة تعتز بالملا. والضريح الوحيد الذي صادفته كان للشيعة «لباي إي دولدولي علي» وهو ينتسب إلى (فانوج).
بعد أن ألقيت علينا التحية العسكرية سرنا في ممر مرصوف بالحصي إلي خيمة كبيرة ، وكانت الخيمة في غاية الجمال حائطها مغطي برسوم وشعارات بلون أحمر ، مرورا بوسط الخيمة كان هناك مبني مستطيل نصفه مغطي بالسجاد يستعمل كمتكا بينما النصف الأخر مغطي بالحرير وبه بعض