الصدفة حولت الشك إلي يقين حيث أكدت فعلا أنني كنت ظابطا مسئولا عن سلاح المدفعية ، وزال هذا الشك عند ملاحضتهم للأزرار المعدنية الكبيرة التي في معطفي. وبأني قد حضرت إلي (فانوج) وكنت أقصد أن آخذ معي حقيبتي ، عند ما سألت مسئول المدفعية ما إذا كان بالإمكان إحضار مدفع عبر هذا الطريق أم لا ، فأجاب أنه من الممكن إذا كان صغيرا .. وهكذا لم يعد هناك أي شك بأني كنت ظابطا سابقا.
عموما أستأنف قصتي عن رحلتي في هذه الأرض عند منظر جبال الرمال الغير مألوف هنا في هذا المكان ، وقد علمت أولا أن «كاتنخار» و «شاكول» التي حتى الآن أعتبرها مترادفة ، فقد كانا جنسين مختلفين. والمسطحات الملحية هناك تغطي سطح الأرض حيث تجد عشب الصندل تحتها بكثافة منذ سبعة أيام فقط. وهذا الملح بالمعنى ليس ملحا حقيقيا بل إنه نترات الصودا.
كان من الصعب جدا ملاحقة الجمال ليشربوا الماء ، حتى أخذ ثلاثة من الرجال يستعملون معها الأسلوب الخشن في نفس الوقت. كان «بارجة» يرتدي كنزة التجديف الخاصة بي ذات اللون القرمزي مع الكاب والشال الخاصين بي أيضا اللّذين أحضرتهما من نادي لندن للتجديف. وكان «عبد الله» كالعادة يتعارك مع جمله وهو يرتدي فانيلة وعليها شال قرمزي اللون بينما عيناه الصغيرتان تلمعان تحت عمامة سوداء صوفية. لغته مع الجمل كانت غير عادية وكانت سلسلة من شتائمه فاحشة وبذيئة ، هو بدون شك يجهل العربية والأسماء المستحسنة بصدق في الإسلام.
إن «كولي» يصّلي في المزار ، و «جلال» يجلس ساكنا يمضغ التمر ويرتدي الفانلة الصوف وسترة غطاء قرمزي. إنني أعتقد أنه ليست هناك أية مجموعة غير مألوفة قد سلكت هذه البقعة المهجورة المقفرة. إن الرجال في كل مكان مهتمون بالملابس الإنجليزية حتى في (بمبور) حيث توقعت