منهم أن يظهروا بملابسهم العادية ، ولكنهم كانوا يمشون بمنتهى العظمة وهم راضون عن أنفسهم بتلك الملابس.
«كولي» الآن يحثّنا على الإسراع في المشي حيث أنّ باقي المراحل كانت فوق التلال الرملية ، وإنني بكل بساطة سوف أعطي ملخصات من مفكرتي لنستمتع معا بقرائتها. قائدنا الآن قلق على كيفية تدبير علف الجمال ؛ لأن بعد موافقة سائقي الجمال بأن نسافر من أي مكان قد نمّر به ، ولكن أيضا كان حماسي في أن نسرع بمسيرتنا بقدر الإمكان.
تقدّمنا بسيرنا من (ماري) نحو الشرق تقريبا لحوالي ثلاثة عشر ميلا من (مسكوتان) ، وقد مررنا بين جبال (ديربوم) المنخفضة وهي على بعد ثلاثة أميال على الجهة اليسرى ، ومن (كانوك) على بعد ثلاثة أميال على الجهة اليمنى. وكانت هناك فقط أشجار شائكة صغيرة. وبعد ثمانية عشر ميلا عبرنا جبال «جانجا» القاتمة وأرضها ذات اللون البنّي المغطاة بطبقة من الحصى الرملي ، وهي تعطي شكل التلال البريطانية المحروثة جيدا. تلالها تمتاز بنباتات شوكية ذات أوراق جلدية وبكل نبات أربع أو خمس أوراق ميتة لونها أبيض جافة. وعلى بعد ٢٠ ميلا لجهة الشمال الشرقي كانت هناك تلال رملية. أما على جهتنا اليمنى فكانت تقع بلدة «لوجان جاه» حيث عندها توقف الرجال لقطع «لورتي» ولكنني دفعتهم حتى لا يفسح أي مجال للتساؤلات أو التلميح في أي مكان نحن. وعند ما انضم إلينا «عبد الله» كان وجهه عابسا وقد ذهبت ابتسامته ومرحه لأنه وقع على قدميه أرضا من فوق ظهر جمله.
وعلى بعد ثمانية وثلاثون ميلا على قمة جبل رملي عال بدت لنا قلعة (بمبور) على مسافة قريبة ، وعندها بدأ التمرّد يظهر على «جلال» الذي يعلم سرّ اختراقنا بميلين آخرين للوصول إليها.