أخبرنا بذلك متضلعو الفن مثل « لبّ اللباب » ، و « الكتاب الكبير » للبرقي ، وغيره من المصادر الحديثية الاُخرى ، وبذلنا قصارى الجهد باستخراجه من مصدر آخر قدر الامكان .
ومهمتها الاخرى مقابلة النسخة الخطية ومطابقتها مع الاصول المعوّل عليها ، وذكر موارد الاختلاف الحاصل بينها .
وقد تضلّع الكثير منهم في هذا الحقل وصاروا من ذوي الخبرة والاطلاع لاستخراج الحديث المتعسر حصوله من أبوابه الاُخر وبالسرعة المطلوبة .
الثانية : تتحدد مهمتها الى قسمين :
أ ـ استخراج الكلمات الصعبة المتعسرة الفهم وشرحها في الهامش وعزوها الى مصادرها اللغوية المهمة .
ب ـ مطالعة الكتاب بدقة متناهية لاستخراج التصحيفات الموجودة في الكتاب ، ولانكون مبالغين إن قلنا : إنّ عدد التصحيفات التي عثر عليها هؤلاء الاخوة تربو على المئات وهو أمر ليس بالهين عند ذوي الخبرة والاطلاع والتحقيق ، ولا يعرف قدره إلّا أصحاب الممارسة الجادة ، ومنها هذه التصحيفات والتحريفات على سبيل المثال لا الحصر :
١ ـ ما جاء في ج ١ / ٥٢٢ باب ٧ ح ٢ من الطبعة الحجرية ( به أربعين ) وهو تحريف بيّن صحّته ( بدانقين ) كما يظهر من سياق الحديث ومن تقسيم الدرهم أيّامذاك الى دوانق .
٢ ـ ما جاء في ج ١ / ٤٣٨ باب ١ ح ٢ من الطبعة الحجرية ( الرضاب ) وصحتها ( الظراب ) ولكنها تصحّفت على ناسخ الحجرية فانقلب المعنى المراد رأساً على عقب .
وهناك هيئة مهمتها الإشراف على سير العمل ، ومراجعة إجمالية وسريعة للنصوص وموارد الاختلاف الموجود ، ووضع ما ينبغي وضعه في الهامش أو حذفه منها ، فالنسخة الحجرية مشحونة بمئات الأخطاء الفاحشة سنداً ومتناً مما يستدعي التأمّل طويلاً ، وسرح النظر في الأصول المعتمدة المخطوطة منها والمطبوعة التي لم تكن هي بأقلّ من الحجرية أخطاء وبعد الجهد الشاق المضني صحح ـ بفضل الله وقوّته ـ جلّه .
والثالثة : تقع مهمتها على كاهل عدة من فضلاء الحوزة همّهم التنقيب عن بحوثها الرجالية التي ترتبط بخاتمة المستدرك التي تعدّ بحقّ إحدى اُمهات الكتب الرجالية التي جهل قدرها حتى فضلاء الحوزة ولم يعطوها وزنها وقيمتها اللائقة بها إلّا الأوحديّ منهم .