السيد الناظم :
هو المجتهد الكبير السيد الميرزا ضياء الدين محمد حسين الشهرستاني المرعشي الحائري ، من أعاظم علماء كربلاء في عصره .
ولد في كرمانشاه في ١٥ / شوال / ١٢٥٥ هـ ، ونشأ بها وأخذ مقدّمات العلوم فيها ، ثم هاجر إلى كربلاء ، فقرأ بها السطوح وأتمّها ، ولازم حوزة والده الأمير محمد علي الشهرستاني ، وحوزة الفقيه الكبير المولى حسين الفاضل الأردكاني ، وقد اُجيز منهما بالإجتهاد .
واشتهر أمره بين العلماء والطلبة ، فانتهت إليه الرئاسة في التدريس والمرجعيّة في التقليد والزعامة الإجتماعيّة في كربلاء .
حكى عنه ولده السيد محمد علي ـ برواية الشيخ محمد الكوفي في كتابه « الشجرة الطيبة » ـ عن السيد المترجم رحمه الله : أنّه حفظ القرآن الكريم في زمن قليل ، وحفظ الرسالة الصمدية وألفيّة ابن مالك وله من العمر ثلاث عشرة سنة ، وأتمّ المقدّمات المتعارفة في الحوزات العلميّة في ثلاث سنين . . .
وهذا يدلّ على نبوغ مبكّر أوصله ـ بعد توفيق الله ـ إلى ما حاز من مكانة سامقة في العلم والدين .
وقد حاز قسطاً وافراً في مختلف العلوم من الرياضيّات ، والهيئة ، والفلك ، والنجوم ، والتاريخ ، والأدب ، عدا مجال اختصاصه من الفقه ، والاُصول ، والتفسير ، والحديث ، والكلام ، والفلسفة . . .
زار المشهد الرضوي الشريف في حياة العلّامة الزعيم المولى علي الكنّي ، فبالغ المولى في تقديره واحترامه وقدّمه للصلاة في طهران .
خلّف من الكتب أكثر من ثمانين كتاباً ورسالةً عربيّةً وفارسيّةً ـ منها رسالتنا هذه ـ وقد وزّعها الشيخ آقا بزرك على أماكنها من « الذريعة » .
وكانت مكتبته الخاصّة من المكتبات الغنيّة في العراق .
نهض بأعباء الهداية والإرشاد إلى أن توفّي ليلة الخميس ٣ / شوال / ١٣١٥ هـ ، ودفن في كربلاء ، في المشهد الحسيني ـ على ساكنه السلام ـ في إيوان بالرواق القبلي ، خلف شبّاك شهداء الطف عليهم السلام .