تعزّز الآثار القديمة المنتشرة في حاريص ومحيطها مبدأ ردّ الإسم إلى الفينيقيّة. ومن أبرز تلك الآثار بقايا بلدة قديمة تعرف باسم" الياذون" ، تقع بين تبنين وحاريص ، وهي تابعة عقاريّا لحاريص ، فيها آبار كثيرة ومعاصر ، وفيها بقايا طريق يمتدّ منها إلى أسفل الوادي نحو عين تسمّى" عين الياذون" ، وهذا الطريق مرصوف بأشكال مربّعة من الحصى المتساوية في الحجم كالفسيفساء تماما ، والعين موجودة في أسفل الوادي غربيّ البلدة على مسافة زهاء ٣٠٠ متر عبر منحدر ، ولها حوالي عشرين درجة لولبيّة تؤدّي إلى حوض ماء مستدير قطره ٣ أمتار جوانبه مبنيّة بحجارة قديمة ، ويبدو لنا أنّ حاريص قد اتّخذت اسمها من هذا المكان. والغريب في هذه العين أنّه مهما أخذ منها ماء لا ينقص حوضها أبدا ، ومياهها خفيفة مهضّمة. يأتي إليها زوّار أجانب حتّى اليوم معظمهم من الفرنسيّين ويسمّونهاLIAISON ، أي" الوصلة" أو" الرّابط" ، ما يفيد بأنّ اسمها فرنسيّ يعود إلى الأزمنة الصليبيّة. وقرب عين الياذون صخرة عليها نقوش وصورة كأنّها ورقة تين.
فوق هذه العين لجهة الغرب تقع على قمّة رابية منطقة تعرف باسم القصر ، كلّ ما تبقّى منها أحجار كبيرة منسّقة للبناء. وهناك أيضا" القصر الصويري" الباقي منه أساس جدار واحد وقربه بئر لجمع المياه.
ومن آثار حاريص" مغارة فلة البلّانة" التي تبعد عن البلدة زهاء ٠٠٠ ، ١ متر إلى الجهة الغربيّة الشماليّة ، وهي مغارة محفورة في الصخر ، يحمل سقفها عمود في وسطها مربّع الشكل ضلعه متر تقريبا.
أمّا" عين الضيعة" في حاريص المعروفة أيضا باسم" عين المزراب" ، فتقع غربي جنوبيّ البلدة ، وهي تنبع من كهف فيه مجار داخليّة يبلغ عمقها ثلاثة أمتار. وهناك آثار لحوض يستعمل لريّ المنطقة المجاورة التي تدعى