يؤكّدون على أنّ كنائس عديدة بناها الصليبيّون في مناطق الساحل اللبناني هدمت ولم يبق لها من أثر.
لم يذكر التاريخ المدوّن أنّ مرفأ جونيه قد سقط بأيدي المماليك ، وجاء في الدراسات أنّه" لمّا استعادت المدن اللبنانيّة الساحليّة حياتها ومجتمعها وموقعها الإسلامي بعد تحريرها من الصليبيّين ، بقيت جونيه ، التي كان يتقاسمها اليعاقبة والمسلمون قبل زمن الحروب الصليبيّة ، على حالها في عصر المماليك ، وخاصّة بعد أن أحرق الصليبيّون جامعها". إلّا أنّه لم يعد وجود للموارنة في جونيه منذ سنة ١٣٠٥ ، وهي السنة التي تمكّن المماليك فيها من قهر كسروان بعد حملات متكرّرة فاشلة شنّوها بدءا من سنة ١٢٩٢ ، كان المقدّمون الموارنة يصدّونها دوما بنجاح ، وكانت فلول الصليبيّين اللاجئين من المدن التي فقدوها حربا في الجنوب والشمال تقاوم بخلالها إلى جانب المقدّمين مقاومة المستميت. ففي تلك الحملة التي جنّد لها الملك ناصر خمسين ألف جنديّ من صفد وطرابلس ودمشق بقيادة جمال الدين الآقوش حاكم دمشق ، اجتاح المماليك جونيه وسائر كسروان الذي كان يمتدّ بين نهر بيروت ونهر ابراهيم وجبلي صنّين والكنيسة ، ودمّروا عمرانها وأحرقوا نباتها وأبادوا سكّانها وهرب من سلم فيها من موارنة وصليبيّين إلى منطقة جبيل وإلى جزيرة قبرص. ولم يبق من المقلب الغربي لجبل لبنان صامدا بوجه المماليك سوى المنطقة الواقعة بين نهر ابراهيم وجسر المدفون صعودا حتّى أقاصي جرودها. وقد وطّن المماليك ثلاثمائة عائلة تركمانيّة في المنطقة الساحليّة الواقعة بين حدود بيروت الشماليّة وبين طبرجا ، وتحديدا في البلدات التي عرفت بالأزواق ، وهي من الجنوب : زوق عامر حيث تقع اليوم عمارة شلهوب ، تليها الأزواق التي لا تزال محافظة على أسمائها وهي الخراب