العمليّات البحريّة ، وقد بقي من تلك الأبراج إلى يومنا تسعة أبرزها برج الفيدار ، وجميع هذه الأبراج يقع على مواقع أبراج وقلاع قديمة ، والحجارة التي بنيت بها كانت أنقاض تلك الأبراج ، كذلك بنى الصليبيّون قلاعا تحيط بالموانئ من جهة البرّ ، وبقايا قلعة الصليبيّين في جبيل هي أوّل ما يسترعي انتباه المستطلع هناك ، من كلّ هذه المعطيات ، لا يسعنا إلّا أن نعتقد بأنّه كان للصليبيّين برج وحصن على أنقاض قلعة صربا حيث يقوم دير المخلّص حاليّا ، والثاني في مكان مدرسة العائلة المقدّسة الفرنسيّة حيث كان يقوم برج هيلانة ، وقد أكّد باحثون (د. عماد يونس) على أنّ بلدوين BAUDOUIN الصليبي قد أقام في قلعة صربا زمنا طويلا ، وأنّ الصليبيّين أعادوا بناء هذه القلعة لتأمين المرور والمراقبة وأعمال الحماية. وقد أكّد أعلام البحث التاريخي ، ومنهم د. فيليب حتّي ، على أنّ أكثر القلاع والحصون اللبنانيّة التي أقامها الصليبيّون لم تكن في الواقع سوى ترميمات وإعادة بناء قلاع وحصون أقامها الرومان والبيزنطيّون أو ربّما الفينيقيّون ، وهذه القلاع ذاتها رمّمها المماليك وأعادوا بناءها في عصر تال. ومن الطبيعي أن يكون السكّان في تلك الحقبة قد بنوا لهم البيوت والمعابد ، غير أنّ صروف الدهر والحروب والزلازل قد محت كلّ أثر لتلك الأبنية ، وجلّ ما يمكن ردّه إلى ذلك العصر من بقايا في نطاق جونيه هو المعبد الذي كان قائما عند مغارة حارة صخر حيث تقوم اليوم كنيسة دير سيّدة البزاز ، وكنيسة قديمة كانت تقوم في المكان الذي عليه حاليّا دير مار جرجس في منطقة ساحل علما ، وربّما كنيسة ثالثة كانت في المكان الذي أنشئت عليه كنيسة مار دوميط القديمة في ساحل علما. ولا نعلم إذا كان الصليبيّون قد بنوا كنيسة في نطاق جونيه إبّان سيطرتهم على الساحل اللبناني كما فعلوا في طرابلس وجبيل ، علما بأنّ المؤرّخين