واسعة. وقد نبشت منذ زمن بعيد ، واكتشف فيها تابوت من الفخّار اختفت آثاره ، وعثر فيها منذ مدّة على قطع فخاريّة رومانيّة محطّمة ، ومسامير حديديّة وهياكل عظميّة بالية. وفي هذه الجهة الشرقيّة من البلدة ، مغارة ثالثة في" كرم إسماعيل" قد نهبت منذ زمن ، وعثر فيها مؤخرا على قارورة صغيرة من الزجاج الفينيقي ، ومغازل وأختام برونزيّة وقطع فخاريّة محطّمة وعملات رومانيّة مختلفة. وهذه المغارة استعملت أكثر من مرة ، خلال العهود القديمة ، وحوّرت من الداخل بإضافة محاريب صغيرة في جدرانها الداخليّة ، على الطريقة التي لاحظها" كونتينو ورينان" في عدة أماكن في لبنان. ويستدلّ من الحطام والعظام المكتشفة فيها ، أنّ الضحايا المدفونين فيها قد تعرّضوا إلى ألوان من الإبادة ، لوجود المسامير الحديديّة في العظام البشريّة ، وفي هذه المقبرة أيضا مسامير معدنيّة صغيرة ، كانت في الثياب الجلديّة التي كان يلبسها الجنود الرومان ، الذين دفنوا فيها. وهناك نواويس إفراديّة محفورة في الصخور على سطح الأرض في" الريحانة" و" خليف" قرب بئر ماء ، وبقربها حفرة عميقة منحوتة في الصخر. من هذه النواويس أيضا في الجهة الغربيّة من الضيعة في محلّة" النواهيس" ، وهي تحريف لكلمة" نواويس". وفي تلّة" رأس ملا" شمال" النواهيس" مغارتان حطّمت مداخلهما ، في داخلهما سبع كوى ونواويس مهشّمة ، معدّة لدفن الموتى. وفي التلّة المسماة" رأس البياض" المقابلة لها في الجهة الغربيّة مغارة أخرى منحوتة في كتلة صخريّة. وعلى قمّة هذه التلة في محلّة" رأس شينون" ، آثار نحت في الصخور على شكل درج زالت معالمها.
وما زالت دلهون القديمة تخفي تحت طبقات من الركام آثارا هامّة تكشف عنها صدفة حفريّات تجري لأعمال البناء ، ومن هذه المكتشفات أعمدة