الإسم والآثار
قيل إنّ رهبانا مسيحيّين في بداية ولاية الأمراء المعنيين ، وجدوا ديرا مهدّما ، في أعلى غابة من البلدة التي سمّيت دير القمر ، فراحوا يعيدون بناءه في الليل على ضوء القمر ، لأنّهم كانوا في النهار يضطرّون إلى العمل سعيا وراء لقمة العيش ، نظرا لفقرهم. ولهذا سمّي الدير دير القمر ، وكذلك سمّيت البلدة التي نشأت في جواره. وقيل أيضا إنّ الإسم جاء من صورة قمر منقوشة على صخر لا يزال مرصوفا في الحائط الجنوبيّ لكنيسة سيّدة التلة. هذا الإعتقاد الأخير ، يعزّزه تحليل علميّ لفريحة تناول الإسم ذكر أنّ القمر جاء هنا" ترجمة عربيّة للإله الساميّ المشترك SIN " الذي بني على أنقاض معبده الدير المسيحيّ.
أمّا جرنايا فأصلها ، بحسب فريحة ، إمّاGURN IE وهي جمع GURNA الآراميّة ومعناها : الجرن ، أو من GOREN الآرامية التي تعني : البيدر ، وبصيغة لفظها الحالي : جرنايا يصبح معناها : " أهل البيدر". أمّا الخلوات فهي مكان الصلاة عند الموحّدين الدروز.
تدلّ البقايا الأثريّة التي وجدت في دير القمر ، وخاصّة في البطاح الجميلة الواقعة عند المدخل الغربيّ للبلدة ، على أنّها عرفت نشاطات للشعوب السابقة لمجتمعها الحاليّ ، من تلك البقايا نواويس فينيقيّة في منطقة بوار الدّين. ومن المتّفق عليه بين الباحثين أنّ كنيسة سيّدة التلّة مبنيّة على أنقاض هيكل فينيقيّ للإله SIN أي القمر ، كما سبق ذكره. وقد عثر في دير القمر على لوح برونزيّ عليه نصّ قرار أصدره الحاكم الرومانيّ في بلاد الغال موجّه إلى الملّاحين في مدينة أرل الفرنسيّة وقتئذ ، الواقعة شمال مرسيليا ، يحدّد فيه قوانين نقل الحنطة. وقد يكون أحد الملّاحين يومذاك كان من سكّان دير القمر ،