يظهر تتويج السيّدة العذراء ويحمل كتابات سريانيّة تشيد بوالدة الإله ، نفّذه الراهب بطرس القبرسيّ بناء على طلب البطريرك الدويهي ، لكنّ الرسم مهدّد بالزوال بسبب الرطوبة ، وثمّة لوحة تحمل أسماء البطاركة الذين تعاقبوا على كرسيّ الدير ، أمر البطريرك الدويهي بإنجازها ١٧٠٣. حجارة الدير تختزن تاريخ ٣٣٠ راهبا انتشروا أوّلا في المغاور التي تملأ الوادي. وقد أثبتت الهندسة الداخليّة للدير وجود ممرّات سريّة استخدمها البطاركة يوم كان مركزا بطريركيّا رسميّا ، لكنّه تحوّل زريبة للمواشي لمدة معيّنة بعد انتقال الكرسيّ البطريركيّ إلى الديمان ، وتسلّمه لاحقا الأب يواكيم مبارك الذي نظفّه ورمّمه. وقد استحدثت فيه أقسام جديدة بدون تشويه الكنيسة والأقبية الأثريّة ، بفضل اهتمام الراهبات الأنطونيّات اللواتي يقمن فيه خلال الصيف.
دير سيّدة حوقا : حوقا لفظ سريانيّ معناه" سطر" يعرف به دير على اسم السيّدة العذراء في الوادي ، وهو منقور في الصخر يدلّ ظاهره على أنّه كان منسكا للعبّاد والزهّاد في القرون الخوالي. سكنه الرهبان السريان قبل أن ينتقل إلى الموارنة. يقع هذا الدير على بعد نحو ٥٠ م. من مغارة العاصي ، يرتقى إليه عبر درج طويل رمّمته وردة صليبا بمساعدة ديبة شلّيطا في شكل غير مدروس ، الأمر الذي دفع بمديريّة الآثار إلى التدخّل وإيقاف الأعمال وإزالة منشآت الباطون الداخليّة ، لكنّ الترميم العشوائيّ قد استمرّ ؛ قوام هذا الدير مغارة من طبقتين ، تضمّ الأولى كنائس صغيرة لا تتجاوز مساحتها الخمسة أمتار مربّعة ، ويرتقى صعودا عبر درج عتيق إلى الطبقة الثانية التي تتوسّطها شجرة ميس وارفة تضمّ كنيستي مار يوحنّا والسيّدة التي أعطت للدير اسمها.
دير مار أنطونيوس ـ قزحيّا : كان هذا الدير قديما صغيرا ، يضمّ محبسة وكنيسة ومغارة ، ولم يسلم من هذا الجزء حاليّا سوى طبقة يتيمة. أمّا جزؤه