ومثل : الفعل : «ساد» غيره من كل فعل ماض ثلاثى ، إمّا معلّ الوسط بألف أصلها واو ؛ (وليس من باب : «فعل يفعل» ؛ كخاف يخاف ... (١)) ، مثل : شاق ، يشوق ، رام ، يروم ... وإما معلّ الوسط بألف أصلها ياء أيضا ؛ فليس اللبس مقصورا على الماضى الثلاثى المعل الوسط بألف أصلها واو ، وليس من باب فعل يفعل ، بل يمتد إلى الماضى الثلاثى المعلّ الوسط بألف أصلها ياء ؛ مثل الفعل : «زاد» فى نحو : قد زادك الصديق ودّا ؛ فإنه إذا أسند لضمير المخاطب ـ مثلا ـ من غير بناء للمجهول يصير : قد زدت الصديق ودّا ، بكسر أول الماضى. وإذا أسند للمخاطب أيضا مع البناء للمجهول فإن كسر أوله صار : زدت ودّا (٢) كذلك ، فصورته فى الحالتين واحدة مع اختلاف الإسناد والمعنى. وهذا هو اللبس الواجب توقّيه. ومن أجله لا يصح الكسر هنا عند بنائه للمجهول ؛ فيجب العدول عنه ؛ إمّا إلى ضم أوله نطقا وكتابة ، فنقول : «زدت». وإمّا إلى الإشمام (وهذا لا يكون إلا فى حالة النطق ـ كما عرفنا ـ).
ومثل الفعل «زاد» كثير من الأفعال الماضية المعلّة الوسط بالألف التى أصلها الياء ؛ ومنها : دان ، يدين ـ قاس ، يقيس ـ عاب ، يعيب ـ باع ، يبيع ... وخلاصة ما سبق : أنّ الواجب يقتضى العدول عن ضم فاء الثلاثى المعل العين بالواو ، عند خوف اللبس (إلا ما كان مثل : «خاف») ، والعدول عن كسر فاء الثلاثى المعل العين بالياء عند خوف اللبس أيضا. وكذلك إن أوقع الإشمام فى لبس وجب العدول عنه إلى النطق بالكسرة الصريحة الواضحة ، أو بالضمة الصريحة الواضحة.
__________________
(١) للسبب الذى تقدم فى رقم ٣ من هامش الصفحة السابقة والذى يمنع الكسر فى مثل : «خاف يخاف» عند بناء الماضى للمجهول ، ويوجب الضم.
(٢) وذلك بعد حذف الفاعل وإقامة المفعول به (وهو : الكاف) مقامه ، ولما كانت «الكاف» ـ كما أوضحنا فى رقم ٢ من هامش ص ١٠١ ـ من الضمائر التى لا تقع فى محل رفع أتينا مكانها بضمير للمتكلم مثلها مع صلاحيته لأن يكون نائب فاعل فى محل رفع ، هو : تاء المخاطب. والمعنى المقصود فى المثال الثانى المبنى للمجهول هو الدلالة على وقوع الزيادة على المخاطب. أما فى المثال الأول فهو الدلالة على وقوع الزيادة من المخاطب (الفاعل) ، على الصديق (المفعول به). والفرق كبير بين الدلالتين مع اتفاق الصورة الشكلية للفعلين. ومن هنا يقع اللبس الذى يجب الفرار منه ؛ بتغيير الشكل فى المبنى للمجهول ...