٧ ـ وتجوز الأوجه الثلاثة أيضا فى الحرف الثالث الأصلىّ من الماضى المعلّ العين ؛ إذا كان على وزن ؛ انفعل ، أو : افتعل ؛ مثل : (انقاد ـ انهال ـ انهار ...) ، ومثل : (اختار ـ اجتاز ـ احتال ...)
ويلاحظ هنا أن حركة الحرف الأول (وهو : همزة الوصل) لا تلزم صورة واحدة فى ضبطها ، فلا تقتصر على حركة معينة ، وإنما تماثل وتساير حركة الحرف الثالث ، وأن ضمة الثالث ستؤدى إلى قلب الألف التى بعده واوا ، وأن كسرته ستؤدى إلى قلبها ياء ؛ فلا بد فى حركة الحرف الأول ـ وهو همزة الوصل ـ من أن تكون مناسبة لحركة الثالث فى الضم ، أو الكسر ، أو الإشمام ، كما سبق ؛ فيقال ويكتب فيهما : انقود ، أو : انقيد ، أو : ينطق بالإشمام فى حركة الحرف الأول والثالث ، وكذا باقى الأفعال التى تشبه : «انقاد».
كذلك يقال ويكتب : اختور. أو : اختير ، أو : ينطق بالإشمام فى حركة الحرف الأول والثالث ، وكذا يقال فى باقى الأفعال التى تشبه : «اختار».
ويشبههما فى الحكم السابق : «انفعل» و «افتعل» إذا كانا صحيحين مضعفى اللام ؛ نحو : انصبّ ـ انسدّ ـ انجرّ ـ ... ومثل : امتدّ ـ اشتدّ ـ
__________________
ـ لبس ، يقول ابن مالك :
واكسر أو اشمم «فا» ثلاثىّ أعل |
|
عينا ، وضمّ جا ، كبوع : فاحتمل |
أى : اكسر أو أشمم فاء الماضى الثلاثى المعل العين. وقد جاء فيه الضم عن العرب ؛ فيجوز القياس عليه ؛ واحتمل قبوله ؛ لمجيئه عنهم. («فا» هى مقصور : «فاء» الحرف. و «جا» ، هى : مقصور الفعل : «جاء». وعند قراءة كلمة «أو» فى البيت تتحرك الواو بالفتحة التى انتقلت إليها من الهمزة التى بعدها والأصل أو أشمم ؛ لأنه أمر من الفعل : «أشمّ» الرباعى. وقد انتقلت حركة الهمزة إلى الواو الساكنة بعد حذف الهمزة للوزن الشعرى). ثم يقول :
وإن بشكل خيف لبس يجتنب |
|
وما لباع قد يرى لنحو حب |
يريد : إذا أدى وجه من الأوجه الثلاثة السالفة إلى اللبس الذى لا يمكن معه تمييز الفعل المبنى للمجهول من غيره ، وإلى اختلاط المعانى ـ وجب اجتناب ذلك الوجه إلى آخر ليس فيه لبس. ثم بين أن ما ثبت من الأحكام لفاء الفعل : «باع» ـ وغيره من الماضى الثلاثى المعل الوسط ـ عند البناء للمجهول ، قد يثبت لنحو : «حبّ» من كل فعل ماض ثلاثى مضاعف ، حيث يجوز فى فائه الأمور الثلاثة ، بشرط أمن اللبس ؛ فإن خيف اللبس فى أحدها وجب تركه.