ابتلّ ... فإذا بنى فعل للمجهول من هذه الأفعال ونظائرها ـ جاز فى حرفه الثالث ـ عند أمن اللبس ـ الضم ، الخالص نطقا وكتابة ، أو : الكسر الخالص كذلك ، أو الإشمام نطقا ، وفى كل حالة من الثلاث يتحرك الحرف الأول ؛ ـ وهو همزة الوصل ـ ، بمثل حركة الحرف الثالث ، نحو : انصبّ ـ أو انصبّ ... امتدّ ـ امتدّ (١).
٨ ـ إن كان الفعل جامدا أو فعل أمر لم يصح بناؤه للمجهول مطلقا ...
٩ ـ إن كان الفعل ناقصا (مثل : كان ، وكاد ، وأخواتهما) ، فالصحيح أنه يبنى للمجهول ، وتجرى عليه أحكام المبنى للمجهول (٢) بشرط الإفادة ، وعدم اللبس ـ إلا الناقص الجامد ؛ مثل : ليس ، وعسى ؛ لأن الجامد لا يبنى للمجهول كما سبق ...
__________________
(١) وفى هذا يقول ابن مالك :
وما لفا باع لما العين تلى |
|
فى اختار ، وانقاد ، وشبه ينجلى |
وفى هذا البيت شىء من التعقيد بسبب التقديم والتأخير والحذف. والأصل الذى يريده : الذى يثبت لفاء : «باع» يثبت كذلك للحرف الذى تليه عين الفعل من نحو : «اختار» و «انقاد» أو شبه لهما ينجلى ، (أى : يتضح). والمشابهة تكون فى الوزن والإعلال. وهناك ما يشبههما من جهة انطباق الحكم عليه ، كانفعل وافتعل ؛ الصحيحين مشددى اللام ... ـ تلى العين ، أى : تليه. فالهاء محذوفة ـ
والمعنى : ما تقرر من الأوجه الثلاثة فى حركة الفاء من الفعل المعل العين. (مثل : باع ، صام) يتقرر مثله للحرف السابق لعين الفعل المعلة ، إذا كان الفعل على وزن : «افتعل» أو «انفعل» وأشباههما وما يلحق بهما ...
(٢) بالرغم من صحة بناء هذه الأفعال للمجهول فمن المستحسن عدم بنائها للمجهول ؛ مسايرة للأساليب العليا ، وأحكام البلاغة التى ترى فيها ثقلا فى النطق ، وقبحا فى الجرس. وسيأتى فى («ب» من ص ١١٩) كلام خاص بخبر «كان» وحدها يتصل بما نحن فيه.