ولا يكون معناه فى الفصيح الوارد : «أعلم» ؛ الدّال على اليقين ، بالرغم من أنّ الماضى : «أريت» المبنى للمجهول والمسند للضمير : «التاء» ـ لا يستعمل فى الأكثر إلا بمعنى : «أعلمت» المفيد لليقين ؛ مثل : أريت الخير فى مقاومة الباطل.
وكذلك يتردد فى بعض الأساليب المسموعة وقوع المضارع : «ترى» قد حذف آخره ، وقبله الحرف : «لا» ، أو : «لو» ، وبعده «ما» الموصولة فى الحالتين. ومعناه فيهما : «لا سيّما» ، مثل : كرّمت الضيوف ، لا تر ما علىّ ـ أو : كرّمت الضيوف لو تر ما علىّ. والمعنى ولا سيما علىّ (١) ...
والفعل : «وجد» قد يكون بمعنى : «لقى ، وصادف» ؛ فينصب مفعولا به واحدا ؛ نحو : وجدت القلم. وقد يكون بمعنى «استغنى» ، فلا يحتاج لمفعول ؛ نحو : وجد الأبىّ بعمله.
والفعل : «درى» قد ينصب المفعولين كما سبق ، والأكثر استعماله لازما
__________________
ـ المضارع «أرى» المبنى للمجهول بمعنى : «أظن» فإنه يرفع نائب فاعل ، وينصب بعده مفعولين فقط).
وبهذا نستريح من الإطالة والإعنات والتأويل ، ولن يترتب على هذا الرأى ضرر لفظى أو معنوى.
وقد اتفق النحاة على أن نائب فاعله لا بد أن يكون ضميرا للمتكلم الواحد أو الأكثر ؛ نحو : شاع الحديث عن الحياة فى الكواكب ، وأرى المرّيخ مأهولا. أو نرى المريخ مأهولا. وقد يكون للمخاطب ؛ كقراءة من قرأ الآية الكريمة : (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى) بنصب كلمة : «الناس».
مما تقدم نعلم أنه لا بد للمضارع : «أرى» الذى سبق الكلام عليه ـ من نائب فاعل يكون ضميرا للمتكلم ـ فى الأغلب ـ ومن مفعولين منصوبين. أما الفعل : «أريت» الذى يتردد فى الأساليب الصحيحة أيضا بصيغة الماضى المبنى للمجهول ـ فقد يكون بمعنى : «أظننت» ، لكن الغالب فى استعماله أن يكون بمعنى : «أعلمت» أى : من مادة «العلم» لا من مادة الظن.
(راجع فى كل ما سبق : حاشية الخضرى ، والصبان ، والتصريح ، فى باب «إن وأخواتها» عند الكلام على المواضع التى يجوز فيها فتح همزة «أن» وكسرها ، ومنها : «إذا الفجائية». وبيت الشاعر :
وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا |
|
.... |
إلخ. ثم راجع بعد ذلك المراجع السالفة فى باب «ظن» عند الكلام على «رأى» وأنواعها.
(١) سبق الكلام على معنى هذين الأسلوبين المسموعين ، وتفصيل إعرابهما ، وأحكامهما فى الموضع المناسب. وهو الجزء الأول ، باب الموصول ، ـ م ٢٨ ص ٣٦٣ من الطبعة الثالثة ـ عند الكلام على «لا سيما» والاقتصار فى الاستعمال على هذه أحسن.