أما الجملة التى تسدّ مسدّ مفعول «القول» فى الأغلب (١) والتى محلها النصب فيسمونها : «محكيّة بالقول» بشرط أن تكون قد جرت من قبل على لسان ، ثم أعادها المتكلم ، وردّد ما سبق أن جرى على لسانه أو على لسان غيره. فلا بدّ فى الجملة التى تسمى : «محكيّة» أن تكون قد ذكرت مرة سابقة قبل حكايتها بالقول. وإلا فلا يصح تسميتها : «محكيّة» على الصحيح. والأغلب (٢) أنها فى الحالتين فى محل نصب ، سادة مسدّ المفعول به. وتشتهر بين المعربين بأنها : «مقول القول» (٣) ؛ أى : الجملة التى جرى بها القول ، وهى المرادة منه.
(ب) وإن كان معنى «القول» ـ ومشتقاته هو : «الظنّ» (أى : الرجحان (٤)) فإنه ينصب مفعولين مثله ـ بالشروط التى سنعرفها ـ ويجرى عليه ما يجرى على «الظنّ» (٥) (بمعنى الرجحان) من التعليق ، والإلغاء ، وسائر الأحكام السابقة الخاصة بالأفعال القلبية ؛ فهو والظن سواء. إلا فى اختلاف الحروف الهجائية. ومن الأمثلة : أتقول السماء صحوا (٦) فى الغد ـ؟ أتقولان الكتاب نفيسا إن تمّ إعداده؟ ـ أتقولون السفر المنتظر مفيدا؟ ...
فلا بد من مفعولين منصوبين بعده (٧) ـ إلا عند التعليق أو الإلغاء (٨) ـ فإن
__________________
(١ ، ١) وقد تكون فاعلا أو نائب فاعل ، طبقا للبيان الذى فى ص ٦٥ وفى ٣ من هامش ص ١١١.
(٢) وهذا التعبير أحسن ؛ إذ يصدق على الجملة التى سبق النطق بها والتى لم يسبق ، فهو تعبير عام يشمل الحالتين وقد اجتمعتا فى قول جميل :
بثينة قالت ـ يا جميل ـ : أربتنى |
|
فقلت : كلانا ـ يا بثين ـ مريب |
أما التعبير هنا بكلمة : «المحكية» فيؤدى إلى أن يشمل ما سبق النطق به ، وما لم يسبق ، مع أن الشائع قصر «الحكاية» على الذى يعاد ، إلا عند إرادة المجاز.
(٣) سبق معنى الرجحان فى رقم ٣ من هامش ص ٥.
(٤) ولهذا تفتح همزة «أن» الواقعة بعد «القول» الذى معناه «الظن» ؛ لأن القول بهذا المعنى ينصب مفعولين ؛ فيكون المصدر المؤول من «أن» مع معموليها سادا مسد المفعولين. (كما سبق فى ج ١ فى موضع الكسر ص ٤٨٨ م ٥١ ، ولما تقدم هنا فى رقم ٤ من هامش ص ٤٢ ويجىء فى رقم ٢ من من هامش ص ٠).
(٥) لا غيم ولا مطر فيها.
(٦) ويجوز أن يحل محل المفعول به الثانى جملة ، أو شبه جملة ، (كما أسلفنا فى أحكام الأفعال القلبية ـ «ا» ص ٢٣ ـ ومنها : القول بمعنى الظن). وتكون الجملة فى محل نصب.
(٧) أو : عند قيام قرينة تدل على حذفهما ، أو حذف أحدهما ـ كما سيجىء فى ص ٥٣ ـ.